محمد حسن عبدالله
عدد المساهمات : 59 نقاط : 4494 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 21/01/2013
| موضوع: المجمع التاسع الإثنين أبريل 22, 2013 3:02 pm | |
| ثم كان لهم مجمع تاسع في ايام معاوية بن أبي سفيان تلاعنوا فيه وذلك أنه كان برومية راهب قديس يقال له مقسلمس وله تلميذان ، فجاء إلى قسطا الوالي فوبخه على قبح مذهبه وشناعة كفره فأمر به قسطا فقطعت يداه ورجلاه ونزع لسانه وفعل بأحد التلميذسين مثله وضرب الآخر بالسياط ونفاه فبلغ ذلك ملك قسطنطينية فأرسل إليه أن يوجه إليه من أفاضل الأساقفة ليعلم وجه هذه الحجة ومن الذي كان ابتدأها لكيما يطرح جميع الآباء القديسين كل من استحق اللعنة ، فبعث غليه مائة وأربعين أسقفاً وثلاث شمامسة فلما وصلوا إلى قسطنطينية جمع الملك مائة وستين أسقفاً فصاروا ثلاثمائة ، وأسقطوا الشمامسة في البرطحة .وكان رئيس هذا المجمع بترك قسطنطينية وبترك أنطاكية ، ولم يكن لبيت المقدس واسكندرية بترك فلعنوا من تقدم من القديسين الذي خالفوهم وسموهم واحداً واحداً وهم جماعة ولعنوا أصحاب المشيئة الواحدة ولما لعنوا هؤلاء جلسوا فلخصوا الأمانة المستقيمة بزعمهم ، فقالوا : نؤمن بأن الواحد من اللاهوت الابن الوحيد الذي هوالكلمة الأزلية الدائم المستوي مع الأب الإله في الجوهر الذي هو ربنا يسوع المسيح بطبيعتين تامتين ، وفعلين ومشيئتين في أقنوم واحد ووجه واحد يعرف تاماً بلاهوته تاما بناسوته وشهدت كما شهد مجمع الخيلقدونية وعلى ما سبق أن افله الابن في آخر الأيام اتحد مع العذراء السيدة مريم القديسة جسداً أنساناً بنفسين وذلك برحمة الله تعالى محب البشر ولم يلحقه اختلاط ولا فساد ولا فرقة ولا فص لولكن هو واحد يعمل بما يشبه الانسان أن يعمله في طبيعته وما يشبه الإله أن يعمل في طبيعته الذي هو الابن الوحيد والكلمة الأزلية المتجسدة إلى أن صارت في الحقيقة لحماً كما يقول الأنجيل المقدس من غير أن تنتقل عن محلها الأزلي وليست بمتغيرة ولكنها بفعلين ومشيئتين وطبيعتين : إلهي ، وإنسي الذي بهما يكون القول الحق وكل واحدة من الطبيعتين تعمل مع شركة صاحبتها مشيئتين غير متضادتين ولا متضارعتين ، ولكن مع المشيئة الإنسية الإلهية القادرة على كل شئ.هذه شهادتهم وأمانة المجمع السادس من المجتمع الخيلقدوني وثبتوا ما ثبته الخمس مجامع التي كانت قبلهم ولعنوا من لعنوه وبين المجمع الخامس إلى هذا المجمع مائة سنة. ثم كان لهم مجمع عاشر لما مات الملك وولي بعده ابنه واجتمع فريق المجمع السادس وزعموا أن اجتماعهم كان على الباطل فجمع الملك مائة وثلاثين أسقفاً فثبتوا قول المجمع السادس ولعنوا من لعنهم وخالفهم وثبتوا قول المجامع الخمسة ولعنوا من لعنوا وانصرفوا.فانقرضت هذه المجامع والحشود وهم علماء النصارى وقدماؤهم وناقفوا الدين إلى المتأخرين وإليهم يستند من بعدهم.وقد اشتملت هذه المجامع العشرة المشهورة على زهاء أربعة عشر ألفاً من الأساقفة والبتاركة والرهبان كلهم يكفر بعضهم بعضاً ويلعن بعضهم بعضاً فدينهم إنما قام على اللعنة بشهادة بعضهم على بعض وكل منهم لاعن ملعون.فإذا كانت هذه حال المتقدمين مع قرب زمنهم من أيام المسيح وبقاء أخبارهم فيهم والدولة دولتهم ولاكلمة لهم وعلماؤهم إذ ذاك أوفر ما كانوا واحتفالهم بأمر دينهم واهتمامهم به كما ترى ثم هم مع ذلك تائهون حائرون بين لاعن وملعون لا يثبت لهم قدم ولا يتحصل لهم قول في معرفة معبودهم بل كل منهم قد اتخذ إلهه هواه وباح باللعن الوبراءة ممن اتبع سواه فما الظن بحثالة الماضين ونفاية الغابرين وزبالة الحائرين وذرية الضالين وقد طال عليهم الأمد وبعد عليهم العهد وصار دينهم ما يتلقونه عن الرهبان.وقوم إذا كشفت عنهم وجدتهم أشبه شئ بالأنعام وإن كانوا في صور النام ، بل هم كما قال تعالى ومن أصدق من الله قيلاً؟ إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً وهؤلاء هم الذين عناهم الله سبحانه بقوله: يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل ومن أضل من أمة الضلال بشهادة الله ورسوله ؟ وأمة اللعن بشهادتهم على نفوسهم بلعن بعضهم؟ وقد لعنهم الله سبحانه على لسان رسوله في قوله صلى الله عليه وسلم : لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، يحذر ما فعلوههذا والكتاب واحد ، والرب واحد ، والنبي واحد ، والدعوى واحدة ، وكلهم يتمسك بالمسيح وإنجيله وتلاميذه ثم يختلفون فيه هذا الاختلاف المتباين : فمنهم من يقول : إنه الإله ومنهم من يقول : ابن الإله ومنهم من يقول انه اقنوم وطبيعة ومنهم من يقول طبيعتان إلى غير ذلك من المقالات التي حكوها عن أسلافهم ، وكل منهم يكفر صاحبه[/center] | |
|