محمد حسن عبدالله
عدد المساهمات : 59 نقاط : 4494 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 21/01/2013
| موضوع: المجمع الأول الإثنين أبريل 22, 2013 2:55 pm | |
| فلما ظهرت النصرانية بالاسكندرية أراد بتركها أن يكسر الصنم ويبطل الذبائح له ، فامتنع عليه أهلها ، فاحتال عليهم بحيلة ، وقال: لو جعلتم هذا العيد لميكائيل ملاك الله لكان أولى .فإن هذا الصنم لا ينفع ولا يضر فأجابوه إلى ذلك ، فكسر الصنع وجعل منه صليباً وسمى الهيكل كنيسة ميكائيل فلما منع بترك الإسكندرية آريوس من دخول الكنيسة ولعنه خرج آريوس مستدياً عليه ومعه أسقفان فاستغاثوا إلى قسطنطين ، وقال آريوس : إنه تعدى علي وأخرجني من الكنيسة ظلماً ، وسأل الملك أن يشخص بترك الاسكندرية بناظره قدام الملك ، فوجه قطنطين برسول إلى الإسكندرية فأشخص البترك وجمع بينه وبين آريوس ليناظره ، فقال قسطنطين لآريوس اشرح مقالتك قال آريوس : أقول إن الأب كان إذ لم يكن الابن ، ثم أنه أحدث الابن فكان كلمة له أنه محدث مخلوق ، ثم فوض الأمر إلى ذلك الابن المسمى كلمة ، فكان هو خالق السموات والأرض وما بينهما ، كما قال ففي إنجيله إن يقول وهب لي سلطاناً على السماء والأرض فكان هو الخالق لهما مما أعطى من ذلك ، ثم إن الكلمة تجسدت من مريم العذراء ومن روح القدس فصار ذلك مسبحاً واحداً ، فالمسيح الان معنيان كلمة وجسد إلا أنهما جميعاً مخلوقان.فأجابه عند ذلك بترك الإسكندرية ، وقال : تخبرنا الآن : أيما أوجب علينا عندك عبادة من خلقنا أو عبادة من لم يخلقنا؟ قال آريوس : بل عبادة من خلقنا فقال له البترك : فإن كان خالقنا الابن كما وصفت ،وكان الابن مخلوقاً ، فعبادة الابن المخلوق أوجب من عبادةالأب الذي ليس بخالق ، بل تصير عبادة الأب الذي خلق الابن كفراً وعبادة الابنالمخلوق إيماناً ، وذلك من أقبح الأقاويل.فاستحسن الملك وكل من حضر مقالة البترك ، وشنع عندهم مقالة آريوس ، ودارت بينهما أيضاً مسائل كثيرة ، فأمر قسطنطين البترك أن يكفر آريوس وكل من قال بمقالته ، فقال له : بل يوجه الملك بشخص للبتاركة والأساقفة حتى يكون لنا مجمع ونصنع فيه قضية ويكفر آريوس .يشرح الدين ويوضحه للناس.فبعث قسطنطين الملك إلى جميع البلدان فجمع البتاركة والأساقفة فاجتمع في مينة نيقية بعد سنة وشهرين ألفان وثمانة اربعون أسقفاً ، فكانوا مختلفي الأراء ، مختلفي الدين .فمنهم من يقول : المسيح ومريم إلهان من دون الله وهم المريمانية.ومنهم من يقول : المسيح من الأب بمنزلة شعلة نار تعلقت من شعلة نار فلم ينقص من الأولى لإيقاد الثانية منها.ومنهم من كان يقول: لم تحبل مريم لتسعة أشهر وأنما مر نور في بطن مريم كما يمر الماء في الميزاب، لأن كلمة الله دخلت من أذنها وخرجت من حيث يخرج الولد من ساعتها وهذه مقالة الباريليدس وأشياعه.ومنهم من كان يقول : إن المسيح إنسان خلق من الاهوت كواحد منا في جوهره، وإن ابتداء الابن من مريم ، وغنه اصطفى ليكون مخلصاً للجواهر الإنسية صحبته النعمة الإلهية فحلت منه بالمحبة والمشيئة فلذلك سمي ابن الله ويقولون : إن الله جوهر واحد وأقنوم واحد ويسمونه بثلاثة أسماء ولا يؤمنون بالكلمة ولا بروح القدس وهذه مقالة بولس وأشياعه.ومنهم من كان يقول : ثلاثة آلهة لم تزل صالح ، وطالح وعدل بينهما وهذه مقالة مرقيون وأشياعه.ومنهم من يقول : ربنا هو المسيح ، وهي مقالة ثلاثمائة وثمانية عشر أسقفاً.وقال ابن البطريق : ولما سمع قسطنطين الملك مقالتهم عجب من ذلك وأخلى لهم داراً وتقدم بالإكرام والضيافة ، وأمرهم أن يتناظروا فيما بينهم لينظر من معه الحق فيتبعه ، فاتفق منهم ثلاثمائة وثمانية عشر أسقفاً على دين واحد ورأي واحد.وناظروا بقية الأساقفة المختلفين ففلحوا عليهم في المناظرة ، وكان باقي الأساقفة مختلفي الاراء والديان صنع الملك للثلاثمائة والثمانية عشر أسقفاً مجلساً عظيماً وجلس وي وسطه وأخذ خاتمه وسيفه وقضيبه فدفع ذلك إليهم ، وقال لهم : قد سلطتكم اليوم على المملكة فاسنعوا ما بدا لكم وما ينبغي لكم أن تضيعوا ما فيه قوام الدين وصلاح الأمة ، فباركوا على الملك وقلدوه سيفه ، وقالوا له : إظهر دين النصرانية وذب عنه ، ووضعوا له أربعين كتاباً فيها السنن والشرائع وفها ما يصلح أن يعمل به الأساقفة وما يصلح للملك أن يعمل بما فيها.وكان رئيس القوم والمجمع والمقدم فيه بترك الاسكندرية وبترك اناطية وأسقف بيت المقدس .ووجه بترك رومية من عنده رجلين فاتفق الكل على لعن آريوس واصحابه ولعنوه وكل من قال بمقالته ، ووضعوا الأمانة وقالوا : إن الابن مولود من الأب قبل كون الخلائق وإن الابن من طبيعة الأب غير مخلوق ، واتفقوا على أن يكون فصح النصارى يوم الأحد ليكون بعد فصح اليهود ، وأن لا يكون فصح اليهود مع فصحهم في يوم واحد ، ومنعوا أن يكون للأسقف زوجة ، وذلك أن الأساقفة منذ وقت الحواريين إلى مجمع الثلاثمائة وثمانية عشر كان لهم نساء ، لأنهم كانوا إذا صيروا واحداً أسقفاً وكانت له زوجة تثبت معه ولم تنح عنه ما خلا البتاركة فإنهم لم يكن لهم نساء ، ولا كانوا أيضاً يصيرون أحداً له زوجة بتركاً.قال: وانصرفوا مكرمين محظوظين ، وذلك في سبعة عشر سنة من ملك قسطنطين الملك ، ومكث بعد ذلك ثلاث سنين: (أحدها) : كسر الأصنام وقتل من يعبدها.)والثانية) : أمر أن لا يثبت في الديوان إلا أولاد النصارى ، ويكونون هم المراء والقواد. (والثالثة) : أن يقيم لناس جمعة الفصح والجمعة التي بعدها لا يعملون فيها عملاً ولا يكون فيها حرب ، وتقدم قسطنطين إلى أسقف بيت المقدس أن يطلب موضع المقبرة والصليب ويبني الكنائس ، ويبدأ ببناء القيامة فقالت هيلانة أمه : إني نذرت أن اسير إلى بيت المقدس وأطلب المواضع المقدسة وأبنيها ، فدفع إليها الملك أموالاً جزيلة ، وسارت مع أسقف بيت المقدس ، فبنت كنيسة القيامة في موضع الصليب وكنيسة قسطنطين.[/center] | |
|