محمد حسن عبدالله
عدد المساهمات : 59 نقاط : 4494 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 21/01/2013
| موضوع: السؤال السابع الخميس أبريل 18, 2013 2:50 pm | |
| وأما السؤال السابع وهو قول السائل : نرى في دينكم أكثر الفواحش فيمن هو أعلم وأفقه في دينكم كالزنا واللواط والخيانة والحسد والبخل والغدر والتجبر والتكبر والخيلاء وقلة الورع واليقين وقلة الرحمة والمروءة والحمية وكثرة الهلع والتكالب على الدنيا والكسل في الخيرات ، وهذا الحال يكذب لسان المقال أ.هـ .والجواب من وجوه: (الوجه الأول): أن يقال : ماذا على الرسل الكرام من معاصي أممهم وأتباعهم؟! وهل يقدح ذلك شيئاً في نبوتهم أو يغير وجه رسالتهم ؟! وهل سلم من الذنوب على اختلاف أنواعها وأجناسها إلا الرسل صلوات الله وسلامه عليهم ؟! وهل يجوز رد رسالتهم وتكذيبهم بمعصية بعض أتباعهم لهم؟ ! وهل هذا إلا من أقبح التعنت؟.وهو بمنزلة رجل مريض دعاه طبيب ناصح إلى سبب ينال به غاية عافيته ، فقال : لو كنت طبيباً لم يكن فلان وفلان وفلان مرضى.وهل يلزم الرسل أن يشفو جميع المرضى بحيث لا يبقى في العالم مريض؟ هل تعنت أحد من الناس للرسل مثل هذا التعنت؟ (الوجه الثاني): أن الذنوب والمعاصي أمر مشترك بين الأمم لم تزل في العالم من طبقات بني آدم علمهم وجاهلهم وزاهدهم في الدنيا وراغبهم وأميرهم ومامورهم ، وليس ذلك أمراً اختصت به هذه الأمة حتى يقدح به فيها وفي نبيها.(الوجه الثالث): أن الذنوب والمعاصي لا نتافي الإيمان بالرسل ، بل يجتمع في العبد الإسلام والإيمان والذنوب والمعاصي ، فيكون فيه هذا وهذا. .فالمعاصي لا نتافي الإيمان بالرسل وإن قدحت في كما له وتمامه.(الوجه الرابع) : أن الذنوب تغفر بالتوبة النصوح ، فلو بلغت ذنوب العبد عنان السماء وعدد الرمل والحصا ثم تاب منها تاب الله عليه، قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ، وهذا في حق التائب ، فإن التوبة تجب ما قبلها ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ، والتوحيد يكفر الذنوب ، كما في الحديث الصحيح الإلهي : ابن آدم لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لقيتك بقرابها مغفرة.فالمسلمون ذنوبهم ذنوب موجدين ، ويقوى التوحيد على محو آثارها بالكلية وإلا فما معهم من التوحيد يخرجهم من النار إذا عذبوا بذنوبهم.وإما المشركون والكفار فإن شركهم وكفرهم يحبط حسناتهم ، فلا يلقون ربهم بحسنة يرجون بها النجاة ، ولا يغفر لهم شئ من ذنوبهم ، قال تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقال تعالى في حق الكفار والمشركين وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً.وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبى الله أن يقبل من مشرك عملاً .فالذنوب تزول آثارها بالتوبة النصوح ، والتوحيد الخالص ، والحسنات الماحية ، والمصائب المكفرة لها ، وشفاعة الشافعين في الموحدين ، وآخر ذلك عذب بما يبقى عليه منها أخرجه توحيده من النار.وأما الشرك بالله والكفر بالرسول فإنه يحبط جميع الحسنات بحيث لا تبق معه حسنة.(الوجه الخامس): إن يقال لمورد هذا السؤال – إن كان من الأمة الغضبية إخوان القردة – ألا يستحي من إيراد هذا السؤال من آبائه وأسلافه كانوا يشهدون في كل يوم من الآيات ما لم يره غيرهم من الأمم؟ وقد فلق الله لهم البحر وأنجاهم من عدوهم وما جفت أقدامهم من ماء البحر حتى قالوا لموسى: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ، قال إنكم قوم تجهلون .ولما ذهب لميقات ربه لم يمهلوه أن عبدوا بعد ذهابه العجل المصوغ ، وغلب أخوه هارون معهم ولم يقدر على الإنكار عليهم ، وكانوا مع مشاهدتهم تلك الآيات والعجائب يهمون برجم موسى وأخيه هارون في كثير من الأوقات والوحي بين أظهرهم !! ولما ندبهم إلى الجهاد قالوا : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون وآذوا موسى أنواع الأذى حتى قالوا : إنه آدر – أي منتفخ الخصية – ولهذا يغتسل وحده ، فاغتسل يوماً ووضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه فعدا خلفه عرياناً حتى نظر بنو إسرائيل إلى عورته فرأوه أحسن خلق الله متجرداً.ولما مات أخوه هارون قالوا : إن موسى قتله وغيبه .فرفعت الملائكة لهم تابوته بين السماء والأرض حتى عاينوه ميتاً.وآثروا العودة إلى مصر وإلى العبودية ليشبعوا من أكل اللحم والبصل والقثاء والعدس.هكذا عندهم والذي حكاه الله عنهم أنهم آثروا ذلك على المن والسلوى.وانهماكهم على الزنا وموسى بين أظهرهم وعدوهم بإزائهم حتى ضعفوا عنهم ولم يظفروا بهم ، وهذا معروف عندهم ، وعبادتهم الأصنام بعد عصر يوشع بن نون معروف وتحيلهم على صيد الحيتان في يوم السبت لا تنسه ، حتى مسخوا قردة خاسئين.وقتلهم الأنبياء بغير حق حتى قتلوا في يوم واحد سبعين نبياً في أول النهار وأقاموا السوق آخره كأنهم جزروا غنماً وذلك امر معروف ، وقتلهم يحيى ين زكريا ، ونشرهم إياه بالمنشار ، وإصرارهم على العظائم ، واتفاقهم على تغيير كثير من احكام التوراة.ورميهم لوطاً بأنه وطئ ابنتيه وأولدهما ، ورميهم يوسف بأنه حل سراويله وجلس من امرأة العزيز مجلس المرأة من القابلة حتى انشق له الحائط وخرجت له كف يعقوب وهو عاض على أنامله فقام وهرب ، وهذا لو رآه أفسق الناس وأفجرهم لقام ولم يقض غرضه.وطاعتهم للخارج على ولد سليمان بن داود لما وضع لهم كبشين من ذهب فعكفت جماعتهم على عبادتهما ، إلى أن جرت الحرب بينهم وبين المؤمنين الذين كانوا مع ولد سليمان .وقتل منهم في معركة واحدة ألوف مؤلفة.[/center] | |
|