محمد حسن عبدالله
عدد المساهمات : 59 نقاط : 4494 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 21/01/2013
| موضوع: نصوص من كتاب حبقوق الثلاثاء أبريل 16, 2013 10:41 am | |
| [center]نصوص من كتاب حبقوق (والوجه الخامس والعشرون) : قول حبقوق في كتابه : إن الله جاء من اليمن ، والقدوس من جبال فاران ، لقد أضاءت السماء من بهاء محمد ، وامتلأت الأرض من حمده ، وشاع منظره النور ، يحوط بلاده بعزة ، تسير المنايا أمامه ، وتصحب سباع الطير أجناده ، قام يسمح الأرض فتضعضعت له الجبال القديمة وانخفضت الروابي فتزعزعت أسوار مدين ، ولقد حاز المساعي القديمة .ثم قال : زجرك في الأنهار واحتدام صوتك في البحار ، ركبت الخيول ، وعلوت مراكب الأتقياء، وستنزع في قسيك أعراقاً ، وترتوي السهام بأمرك يا محمد ارتواء ، ولقد رأتك الجبال فارتاعت ، وانحرف عنك شؤبوب السيل ، وتغيرت المهارى تغييراً رفعت أيديها وجلاً وخوفاً ، وسارت العساكر في بريق سهامك ولمعان نيازكك تدوخ الأرض وتدوس الأمم لأنك ظهرت لخلاص أمتك ، وانقاذ تراث آبائك.فمن رام صرف هذه البشارة عن محمد فقد رام ستر الشمس بالنهار وتغطية البحار ، وأنى يقدر على ذلك وقد وصفه بصفات عينت شخصه وأزالت عن الحيران لبسه؟! ، بل قد صرح باسمه مرتين ، حتى انكشف الصبح لمن كان ذا عينين ، وأخبر بقوة أمته وسير المنايا أمامهم واتباع جوارح الطير آثارهم.وهذه النبوة لا تليق إلا بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا تصلح إلا له ولا تنزل إلا عليه ، فمن حاول صرفها عنه فقد حاول صرف الأنهار العظيمة عن مجراها ، وحبسها عن غايتها ومنتهاها ، وهيهات ما يروم المبطلون والجاحدون ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ، فمن الذي امتلأت الأرض من حمده وحمد أمته لله في صلواتهم وخطبهم وأدبار صلواتهم وعلى السراء والضراء وجميع الأحوال سواءً؟! حتى سماهم الله قبل ظهورهم الحمادين ! ومن الذي كان وجهه كأن الشمس والقمر يجريان فيه في ضيائه ونوره؟!.قد عود الطير عادات وثقن بها شاهده في وجهه ينطق لو لم يقل إني رسول أمـــا فهن يتبعنه في كل مرتحل ومن الذي سارت لمنايا أمامه وصحبت سباع الطيرجنوده لعلمها بما يقرب من ذبح الكفار لله الواحد القهار.يتطايرون بقربه قربانهم بدماء من علقوا من الكفار ومن الذي تضعضعت له الجبال وانخفضت له الروابي وداس الأمم ودوخ العالم ، انتفضت بنبوته الممالك وخلص الأمة من الشرك والكفر والجهل والظلم سواء؟! (الوجه السادس والعشرون): قوله في كتاب حزقيال يهدد اليهود وصف لهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم وإن الله مظهرهم عليكم ، وباعث فيهم نبياً ، وينزل عليه كتاباً ، ويملكهم رقابكم فيقهرونكم ويذلونكم بالحق ، يخرج رجال بني قيدار في جماعات الشعوب معهم ملائكة على خيل بيض متسلحين يوقعون بكم ، وتكون عاقبتكم إلى النار.فمن الذي أظهره الله على اليهود حتى قهرهم وأذلهم وأوقع بهم وأنزل عليه كتاباً؟ ومن هم بنو قيدار غير بني إسماعيل الذين خرجوا معه ومعهم جماعات الشعوب؟ ومن الذي نزلت عليه وعلى أمته الملائكة على خيل بيض يوم بدر ويوم الأحزاب ويوم حنين حتى عاينوها عياناً تقاتل بين يديه وعن يمينه وعن شماله ، حتى غالب ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ليس معهم غير فرسين ألف رجل مقنعين في الحديد معدودين من فرسان العرب فأصبحوا بين قتيل وأسير ومنهزم.(الوجه السابع والعشرون): قال دانيال النبي حين سأله بخت نصر عن تأويل رؤيا رآها ثم أنسيها : رأيت أيها الملك صنماً عظيماً قائماً بين يديك ، رأسه من ذهب ، وساعداه من فضة ، وبطنه وفخداه من نحاس ، وساقاه من حديد، ورجلاه من الخرف ، فبينا أنت متعجب منه إذ أقبلت صخرة فدقت ذلك الصنم فتفتت وتلاشى وعاد رفاتاً ثم نسفته الرياح وذهب ، وتحول ذلك الحجر أنسانا عظيماً ملأ الأرض ، فهذا ما رأيت أيها الملك ، فقال بخت نصر : صدقت فما تأويلها ؟ قال : أنت الرأس الذي رأيته من الذهب ، ويقوم بعدك ولدك وهو الذي رأيته من الفضة وهو دونك ، وتقوم بعده مملكة أخرى هي دونه وهي تشبه النحاس ، وبعدها مملكة قوية مثل الحديد ، وأما الرجلا ن اللذان رأيت من خزف فمملكة ضعيفة ، وأما الحجر العظيم الذي رأيته دق الصنم فهو نبي يقيمه إله الأرض والسماء بشريعة قوية فيدق جميع ملوك الأرض وأممها حتى تمتلء الأرض منه ومن أمته ، ويدوم سلطان ذلك النبي إلى انقضاء الدنيا فهذا تعبير رؤياك أيها الملك.ومعلوم أن هذا منطبق على محمد بن عبد الله حذو القذة بالقذة ، لا على المسيح وعلى على نبي سواه ، فهو الذي بعث بشريعة قوية ودق جميع ملوك الأرض وأممها حتى امتلأت الأرض من أمته ، وسلطانه دائم إلى آخر الدهر ، لا يقدر أحد أن يزيله كما أزال سلطان اليهود من الأرض ، وأزال سلطان المجوس وعباد الأصنام وسلطان الصابئين.(الوجه الثامن والعشرون) قول دانيال أيضاً: سألت الله وتضرعت إليه أن يبين لي ما يكون من بني إسرائيل ، وهل يتوب عليهم ويرد إليهم ملكهم ويبعث فيهم الأنبياء أو يجعل ذلك في غيرهم ، فظهر لي الملك في صورة شاب حسن الوجه فقال : السلام عليك يا دانيال ، إن الله يقول إن بني إسرائيل أغضبوني وتمردوا علي وعبدوا من دوني آلهة أخرى ، وصاروا من بعد العلم إلى الجهل ، ومن بعد الصدق إلى الكذب ، فسلطت عليهم بختضر فقتل رجالهم وسبى ذراريهم وهدم مسجدهم ، وحرق كتبهم ، وكذلك يفعل من بعده بهم ، مسيحي ابن العذراء البتول فأختم عليهم عند ذلك باللعن والسخط ، فلا يزالون ملعونين عليهم الذلة والمسكنة حتى أبعث نبي بني إسماعيل الذي بشرت به هاجر ، وأرسلت إليها ملاكي فبشرها ، فأوحى إلى ذلك النبي ، وأعلمه الأسماء ، وأزينه بالتقوى، وأجعل البر شعاره ، والتقوى ضميره ، والصدق قوله ، والوفاء طبيعته ، والقصد سيرته ، والرشد سنته ، أخصه بكتاب مصدق لما بين يديه من الكتب ، وناسخ لبعض ما فيها ، أسرى به إلي ، وأرقيه من سماء إلى سماء حتى يعلو فأدنيه وأسلم عليه ، وأوحي إليه وأرقيه ثم أرده إلى عبادي بالسرور والغبطة ، حافظاً لما استودع ، صادقاً بما أمر ، يدعنو إلى توحيدي وعبادتي ، ويخبرهم بما رأى من آياتي ، فيكذبونه ويؤذونه.ثم سرد دانيال قضية رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أملاه عليه الملك حتى وصل آخر أيام أمته بالنفخة وانقضاء الدنيا .وهذه البشارة أيضاً عند اليهود والنصارى يقرؤونها ويقرون بها ، ويقولون لم يظهر صاحبها بعد.قال أبو العالية: لما فتح المسلمون تستر وجدوا دانيال ميتاً ووجدوا عنده مصحفاً ، قال أبو العالية أنا قرأت المصحف وفيه صفتكم وأخباركم وسيرتكم ولحون كلامكم ، وكان أهل الناحية إذا أجدبوا كشفوا عن قبره فيسقون ، فكتب أبو موسى الأشعري في ذلك إلى عمر بن الخطاب ، فكتب عمر أن احفر بالنهار ثلاثة عشر قبراً وادفنه بالليل في واحد منها لئلا يفتتن الناس به.[/center] | |
|