محمد حسن عبدالله
عدد المساهمات : 59 نقاط : 4494 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 21/01/2013
| موضوع: فصـل ما عرض به إبليس والنصارى وكل مستكبر عن حق الإثنين أبريل 15, 2013 1:44 pm | |
| [center]فصـل ما عرض به إبليس والنصارى وكل مستكبر عن حق فالمسلمون يؤمنون بالمسيح الصادق الذي جاء من عند الله بالهدى ودين الحق الذي هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول ، والنصارى إنما تؤمن بمسيح دعي إلى عبادة نفسه وأمه وأنه ثالث وأنه الله وابن الله ، وهذا هو أخو المسيح الكذاب لو كان موجود ، فإن المسيح الكذاب يزعم أنه الله ، وهم يزعمون أنهم ينتظرون النبي الذي بشروا به ، فعوضهم الشيطان بعد مجيئه من الايمان به انتظاراً للمسيح الدجال .وهكذا كل من أعرض عن الحق يعوض عنه بالباطل.وأصل هذا أن إبليس لما أعرض عن السجود لآدم كبراً أن يخضع له تعوض بذلك ذل القيادة لكل فاسق ومجرم من بنيه ، فلا بتلك النخوة ولا بهذه الحرفة ، والنصارى لما أنفوا أن يكون المسيح عبداً لله تعوضوا من هذه الأنفة بأ، رضوا بجعله مصفعة اليهود ومصلوبهم الذي يسخرون منه ويهزؤون به ، ثم عقدوا له تاجاً من الشوك بدل تاج الملك ، وساقوه في حبل إلى خشبة الصلب يصفقون حوله ويرقصون .فلا بتلك الأنفة له من عبودية الله ولا بهذه النسبة له إلى أعظم الذل والضيق والقهر ، وكذلك أنفوا أن يكون للبترك والراهب زوجة أ, ولد وجعلوا لله رب العالمين الولد ، وكذل أنفوا أن يعبدوا الله وحده لا شريك له ويطيعوا عبده ورسوله ثم رضوا بعبادة الصليب والصور المصنوعة بالأيدي في الحيطان وطاعة كل من يحرم عليهم ما شاء ويحلل لهم ما شاء ويشرع لهم من الدين ما شاء من تلقاء نفسه.ونظير هذا التعويض أنفة الجهمية أن يكون الله سبحانه فوق سماواته على عرشه بائناً من خلقه حتى لا يكون محصوراً يزعمهم في جهة معينة ثم قالوا هو في كل مكان بذاته .فحصروه في الآبار والسجون والأنجاس والأخباث ، وعوضوه بهذه الأمكنة عن عرشه المجيد ، فليتأمل العاقل لعب الشيطان بعقول هذا الخلق ، وضحكه عليهم ، واستهزائه بهم!!.وقول المسيح : إذا انطلقت أرسلته إليكم معناه أني أرسله بدعاء ربي وطلبي منه أن يرسله ، كما يطلب الطالب من ولي الأمر أن يرسل رسولاً أو يولي نائباً أو يعطي أحداً ، فيقول أنا أرسلت هذا ووليته وأعطيته ، يعني أني كنت سبباً في ذلك ، فإن الله سبحانه إذا قضى أن يكون الشئ فإنه يقدر له أسباباً يكون بها ، ومن تلك الأسباب دعاء بعض عباده بان يفعل ذلك فيكون في ذلك من النعمة إجابة دعائه مضافاً إلى نعمته بإيجاد ما قضى كونه ، ومحمد صلى الله عليه وسلم قد دعا به الخليل أبو فقال : ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ، ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم .مع أن الله سبحانه قد قضى بارساله وأعلن باسمه قبل ذلك ، كما قيل له : يا رسول الله.متى كنت نبياً ؟ قال : آدم بين الروح والجسد ، وقال : إني عند الله لمكتوب خاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته .وهذا كما قضى الله سبحانه نصره يوم بدر ، ومن أسباب استعانته بربه ودعاؤه وابتهاله بالنصر ، وكذلك ما يقضيه من إنزال الغيث قد يجعله بسبب ابتهال عباده ودعائهم وتضرعهم إليه ، وكذلك ما يقضيه من مغفرة ورحمة وهداية ونصر قد يسبب له أدعية يحصل بها ممن ينال ذلك أو من غيره ، فلا يمتنع أن يكون المسيح سأل ربه بعد صعوده أن يرسل أخاه محمداً إلى العالم ، ويكون ذلك من أسباب الرسالة المضافة إلى دعوة أبيه إبراهيم ، لكن إبراهيم سأل ربه أن يرسله في الدنيا فلذلك ذكره اله سبحانه ، وأما المسيح فإنما سأله بعد رفعه وصعوده إلى السماء.وتأمل قول المسيح :إني لست أدعكم أيتاماً لأني سآتيكم عن قريب كيف هو مطابق لقول أخيه محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليهما : ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً ، وإماماً مقسطاً ، فيقتل الخنزير ، ويكسر الصليب ، ويضع الجزية ، وأوصى أمته بأن : يقرئه السلام من لقيه منهم.وفي حديث آخر :كيف تهلك أمة أنا في أولها وعيسى في آخرها؟!. وقد تقدم نص التوراة تجلى الله من طور سينا .وأشرف من ساعير ، واستعلن من جبال فاران ، قال علماء الإسلام - وهذا لفظ أبي محمد بن قتيبة - ليس بهذا خفاء على من تدبره ولا غموض لأن مجئ الله من طور سينا إنزاله التوراة على موسى من طور سينا كالذي هو عند أهل الكتاب وعندنا ، وكذلك يجب أن يكون إشراقه من ساعير إنزاله الإنجيل على المسيح ، وكان المسيح من ساعير أرض الخليل بقرية تدعى ناصرة ، وباسمها تسمى من اتبع نصارى ، وكما وجب أن يكون إشراقه من ساعير بالمسيح فكذلك يجب أن يكون استعلانه من جبال فاران إنزاله القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم ، وجبال فاران هي جبال مكة.قال : وليس بين المسلمين وأهل الكتاب خلاف في أن فاران هي مكة ، فإن ادعوا أنها غير مكة فليس ينكر ذلك من تحريفهم وإفكهم ، قلنا أليس في التوراة أن ابراهيم أيكن هاجر واسماعيل فاران ؟! وقلنا دلونا على الموضع الذي استعلن الله منه وسامه فاران ، والنبي الذي أنزل عليه كتاباً بعد المسيح؟! أوليس استعلن وعلن بمعنى واحد ، وهما ظهر وانكشف فهل تعلمون ديناً ظهر ظهور دين الإسلام وفشا في مشارق الأرض ومغاربها فشوة ؟! قال علماء الإسلام وساعير جبال بالشام منه ظهور نبوة المسيح ، وإلى جانبه قرية بيت لحم ، القرية التي ولد فيها المسيح تسمى اليوم ساعير ولها جبال تسمى ساعير وفي التوراة أن نسل العيص كانوا سكاناً بساعير ، وأمر الله موسى أن لا يؤذيهم .قال شيخ الإسلام : وعلى هذا فيكون قد ذكر الجبال الثلاثة حراء الذي ليس حول مكة أعلى منه ، وفيه ابتدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم بنزول الوحي عليه ، وحوله جبال كثيرة ، وذلك المكان يسمى فاران إلى هذا اليوم ، والبرية التي بين مكة وطور سيناء تسمى برية فاران ، ولا يمكن أحداً أن يدعي أنه بعد المسيح نزل كتاب في شئ من تلك الأرض ولا بعث نبي فعلم أنه ليس المراد باستعلانه من جبال فاران إلا إرلاسال محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو سبحانه ذكر هذا في التوراة على ترتيب الزمان ، فذكر إنزال التوراة ثم الإنجيل ثم القرآن وهذه الكتب نور الله وهداه ، وقال في الأول :جاء وظهر ، وفي الثاني أشرق ، وفي الثالث استعلن فكان مجئ التوراة مثل طلوع الفجر ، ونزول الإنجيل مثل إشراق الشمس ، ونزول القرآن بمنزلة ظهور الشمس في السماء ، ولهذا قال واستعلن من جبال فاران فإن محمداً صلى الله عليه وسلم ظهر به نور اله وهداه في مشرق الأرض ومغربها أعظم مما ظهر بالكتابين المتقدمين كما يظهر نور الشمس في مشارق الأرض ومغاربها إذا استعلت وتوسطت السماء ، ولهذا سماه الله سراجاً منيراً وسمى الشمس سراجاً وهاجاً والخلق يحتاجون إلى السراج المنير أعظم من حاجتهم إلى السراج الوهاج ، فإن هذا يحتاجون إليه في وقت دون وقت ، وأما السراج المنير فيحتاجون إليه كل وقت وفي كل مكان ليلاً ونهاراً سراً وعلانية.وقد ذكر الله تعالى هذه الأماكن الثلاثة في قوله : والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين (فالتين والزيتون) هو في الأرض المقدسة التي بعث منها المسيح ، وأنزل عليه فيها الإنجيل (وطور سينين) وهو الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليماً وناداه من واديه الأيمن من البقعة المباركة من الشجرة التي فيه ، وأقسم (بالبلد الأمين) وهو مكة التي أسكن إبراهيم وإسماعيل وأمه فيه وهو فاران كما تقدم ، ولما كان ما في التوراة خبراً عن ذلك أخبر به لعى الترتيب الزماني ، فقد الأسبق ، ثم الذي يليه ، وأما القرآن فإنه أقسم بها تعظيماً لشأنها وإظهاراً لقدرته وآياته وكتبه ورسله ، فأقسم بها على وجه التدريج درجة بعد درجة بعد درجة ، فبدأ بالعالي ، ثم انتقل إلى أعلا منه ، ثم أعلا منهما ، فإن أشرف الكتب القرآن ، ثم التوراة ، ثم الإنجيل ، وكذلك الأنبياء.وهذا الذي ذكره ابن قتيبة وغيره من علماء المسلمين من تأمل التوراة وجدها ناطقة به صريحة فيه ، فإن فيها وعد ابراهيم بأخذ الغلام وأخذ خبزاً وسقاء من ماء ودفعه إلى هاجر وحمله عليها ، وقال لها اذهبي ، فانطلقت هاجر ، ونفذ الماء الذي كان معها ، فطرحت الغلام تحت شجرة ، وجلست مقابلته على مقدار رمية الحجر لئلا تبصر الغلام حين يموت ، ورفعت صوتها بالبكاء ، وسمع اله صوت الغلام حيث هو ، فقال لها الملك : قومي فاحملي الغلام وشدي يدك فإني جاعله لأمة عظيمة ، فتح الله عينيها فبصرت ببئر ماء فسقت الغلام وملأت سقاها ، وكان اله مع الغلام فتربى وسكن في برية فاران.فهذا نص التوراة أن غسماعيل ربى وسكن في برية فاران بعد أن كاد يموت من العطش ، وأن الله سقاه من بئر ماء ، قد علم بالتواتر واتفاق الأمم أن اسماعيل إنما ربى بمكة، وهو وأبوه ابراهيم نبيا البيت ، فعلم قطعاً أن فاران هي أرض مكة.ومثل هذه البشارة من كلام شمعون فيما قبلوه ورضوا ترجتمع جاء الله من جبال فاران ، وامتلأت السموات والأرض من تسبيحه وتسبيح أمته ولم يخرج أحد من جبال فاران التي امتلأت السموات والأرض من تسبيحه وتسبيح أمته سوى محمد صلى الله عليه وسلم : فإن المسيح لم يكن بأرض فاران البتة ، وموسى إنما كلم من الطور ، والطور ليس من أرض فاران ، وإن كانت البرية التي بين مكة والطور تسمة برية فاران فلم ينزل الله فيها التوراة وبشارة التوراة قد تقدمت بجبل الطور ، وبشارة الإنجيل بجبل ساعير.ونظير هذا ما نقلوه ورضوا ترجمته ف نبوة حبقوق جاء الله من التيمن، وظهر القدس على جبال فاران ، وامتلأت الأرض من تحميد أحمد ، وملك بيمينه رقاب الأمم ، وأنارات الأرض لنوره ، وحملت خيله في البحر.قال ابن قتيبة : وزاد فيه بعض أهل الكتاب وستنزع في قسيك اعراقا وترتوي السهام بأمرك يا محمد ارتواء وهذا إفصاح باسمه وصفاته ، فإن ادعوا أنه غيره فمن أحمد هذا الذي امتلأت الأرض من تحميده ، الذي جاء من جبال فاران فملك رقاب الأمم؟ (الوجه السادس) : قوله في الفصل التاسع من السفر الأول من التوراة أن هاجر لما فارقت ساره خاطبها الملك فقال يا هاجر من أين أقبلت ؟ وإلى أين تريدين؟ فلما شرحت له الحال قال : ارجعي فإني سأكثر ذريتك وزرعك حتى لا يحصون ، وها أنت تحبلين وتلدين ابناً اسمه اسماعيل ، لأن الله قد سمع ذلك وخضوعك ، وولدك يكون وحش الناس ، يده فوق يد الجميع، ويد الكل به ، ويكون مسكنه على تخوم جميع إخوته.قال المستحرجون لهذه البشارة : معلوم أن يد بني اسماعيل قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم لم تكن فوق أيدي بني اسحاق ، بل كان في أيدي بني اسحاق النبوة والكتاب ، وقد دخلوا مصر زمن يوسف مع يعقوب فلم يكن لبني اسماعيل فوقهم يد ، ثم خرجوا منها لما بعث موسى وكانوا مع موسى من أعز أهل الرض ولم يكن لأحد عليهم يد ، ولذلك كانوا مع يشوع إلى زمن داود وملك سليمان الملك الذي لم يؤت أحداً مثله فلم يكن يد بني اسماعيل عليهخم ، ثم بعث الله المسيح فكفروا به وكذبوه فدمر عليهم تكذيبهم إياه وزال ملكهم ولم يقم لهم بعده قائمة ، وقطعهم الله في الأرض أمماً.وكانوا تحت حكم الروم والفرس وغيرهم ، ولم يكن يد ولد اسماعيل عليهم في هذا الحال ، ولا كانت فوق يد الجميع إلى أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً برسالته وأكرمه الله بنبوته فصارت بمبعثه يد بني اسماعيل فوق الجميع ، فلم يبق في الأرض سلطان أعز من سلطانهم بحيث قهروا سلطان فارس الروم والترك والديلم ، وقهروا اليهود والنصارى والمجوس والصابئة وعباد الأصنام، فظهر بذلك تأويل قوله في التوراة ويكون يده فوق يد الجميع ، ويد الكل وهذا أمر مستمر إلى آخر الدهر.قالت اليهود : نحن لا ننكر هذا ، ولكن إن هذه بشارة بملكه وظهوره وقهره لا برسالته ونبوته .قالت المسلمون : الملك ملكان ، ملك ليس معه نبوة بل ملك جبار متسلط ، وملك نفسه نبوة ، والبشارة لم تقع بالملك الأول ، ولا سيما إن ادعى صاحبه النبوة والرسالة وهو كاذب مفتر على الله فهو من شر الخلق وأفجرهم وأكفرهم ، فهذا لا تقع البشارة بملكه وإنما يقع التحذير من فتنته كما وقع التحذير من فتنة الدجال ، بل هذا شر من سنحاريب وبخت نصر والملوك الظلمة الفجرة الذين يكذبون على الله ، فالأخبار لا تكون بشارة ، ولا تفرح به هاجر وابراهيم ، ولا بشر أحد بذلك ، ولا يكون ذلك إثابة لها من خضوعها وذلها وأن الله قد سمع ذلك ويعظم هذا المولود ويجعله لأمة عظيمة ، وهذا عند الجاحدين بمنزلة أن يقال : إنك ستلدين جباراً ظالماً طاغياً يقهر الناس بالباطل ، ويقتل أولياء الله ، يسبي حريمهم ، ويأخذ أموالهم بالباطل ، ويبدل أديان الأنبياء ، ويكذب على الله ، ونحو ذلك .فمن حمل هذه البشارة على هذا فهو من ا'ظم الخلق بهتاناً وفرية على الله ، وليس هذا ابمستنكر لأمة الغضب ، وقتلة الأنبياء وقوم البهت.[/center] | |
|