قضية التاريخ اليوم أنه الهدف الضحية في عملية العبث الأمريكي الجاري بالبرامج التربوية في البلاد الإسلامية بقدر أوسع وأشمل وبجهد أقل مما تستهدف له البرامج الدينية بالذات ، إذ أن العبث بالبرامج الدينية يجري بتخوف وحذر شديدين ، ومن ثم ينحصر في مواضع محددة لكنها شديدة الوضوح والصلابة بحيث تتكسر فيها أصابع العابثين ، ، ويجري تطبيقه في موقع تربوي مدرسي ضيق معزول بالنسبة لميدانه الجماهيري شديد الاتساع الذي يستعصي الإمساك به على أيدي الناقمين ، أما التاريخ فيمكن " الاستفراد" به إذ أنه الضحية المنبوذة التي تم طرحها بين أيدي العلمانيين منذ عقود في غفلة من أصحابه ، فما بقي إلا الإجهاز عليه في الحلقة الأمريكية الأخيرة
إننا في معركتنا الثقافية مع الغرب وقد أعلن علينا " صراع الحضارات " – ومن ثم أعلن زحفا تدميريا غير مقدس على مناهجنا التربوية … علينا أن ندرك أننا كنا وما نزال أمام معركة صليبية متجددة أشد ضراوة وأقوى تخطيطا من جميع الحملات الصليبية السابقة ، ذلك لأن الحملة الجديدة قد استفادت من أخطاء الحملات السابقة ، فأخذت تقدم لنفسها بهذه الحرب الثقافية ، والتي كان وما يزال عساكرها من المبشرين والمستشرقين ، والمستغربين ، والتي وصلت بالفعل إلى قدر من استئصالنا ثقافيا ، من شأنه أن يؤدي إلى نتائج لم تحققها الحروب الصليبية في المشرق الإسلامي ، وهي نتائج لا تقل خطرا عن عملية الاستئصال التي نجحت تماما من قبل في المغرب ، في الأندلس .
وإنه لمن الغفلة التاريخية التي تصيب المسلم المعاصر أن يتوهم أن ما أعلنه الغرب بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ثم بعد دراما الحادي عشر من سبتمبر من أن عدوه هو الإسلام أن هذا توجه جديد ، ذلك أن هذا التوجه قد صاحب الاستعمار في أولى خطواته نحونا ، وإنما الجديد هو وقاحته ، وخيانته لسياسة التجميل التاريخي لوجهه القبيح ، ذلك التجميل الذي كان وما يزال يمارسه أصدقاؤه وعملاؤه في المنطقة .
ولو كان المسلمون على شيء من الوعي بتاريخهم لما اندهشوا أخيرا من انضمام الاتحاد الأوربي إلى الولايات المتحدة الأمريكية في منا
صبتها العداء للمقاومة الإسلامية في فلسطين ، ولما اندهشوا كذلك من انضمام أسبانيا إلى معسكر جوانتانامو الأمريكي في القبض على صحفي مسلم شهير لمحض أنه عقد لقاء مع ابن لادن الذي عقد غيره من صحفيي العالم لقاءات معه كنشاط مهني حر لهذا أو ذاك ، ولكن " تيسير علوني " هو من بينهم المسلم وتلك ثالثة الأثافي ، والبقية تأتي :إنه الإسلام ، العدو الأول للغرب ، أردنا أو لم نرد ، اعترفنا أو لم نعترف ، أدركنا أو لم ندرك ، سمعنا تصريحات الرئيس المبشر أو لم نسمع ، وآخرها أن العراق اصبح هو الجبهة الرئيسية على الإرهاب ، وهذا في قاموسه يعني على الإسلام
إن المعركة الدينية والسياسية والثقافية والتربوية الحالية تدرك أهمية التاريخ في صنع شخصية الأمة ، والمحافظة على ضميرها وذاتها وكينونتها .
نحن نذكر كيف تعلمنا ونحن صغار وفقا لمنهج تربوي تقليدي نابع من إحساس أصيل بالتاريخ … أقول تعلمنا وفقا لهذا المنهج نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم : نحفظه ونتغنى به – بدءا من أبيه عبد الله إلى إسماعيل عليه السلام .
لم يكن هذا عبثا أو نافلة . كما لم يكن نافلة أن كان رسول الله صلى الله عليه يذكر نسبه ويؤكد عليه إذ يقول : ( خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح ، من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي ، فأنا خيركم وخيركم أنا ) وإذ كان يقول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم ) رواه مسلم . وروى الإمام أحمد في مسنده بسنده عن العباس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صعد المنبر فقال : من أنا ؟ قالوا أنت رسول الله ، قال : أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، إن الله خلق الخلق ، فجعلني في خير خلقه ، وجعلهم فرقتين : فجعلني في خير فرقة ، وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة ، وجعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا ، فأنا خيركم بيتا ، وخيركم نفسا ) ، ولاشك أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان راضيا أشد الرضا بإجابتهم الأولى ( أنت رسول الله ) ، ولاشك أنه لم يكن به شيء من فخر الخيلاء بإجابته الثانية ، ولكنه أراد ألا يحول ذلك بينه ومعه المسلمون جميعا وبين استحضار التاريخ ، والتذكير به .
هذا بالإضافة لما ورد بكثرة في القرآن الكريم عن أخبار الأمم السابقة ، والأنبياء السابقين .
لقد صار العلم بالتاريخ – بهذه الإشارات – فرض كفاية على الأمة الإسلامية .
وأصبح فرض عين على المشتغلين بالثقافة وتوجيه الأمة .
بل إن الحد الأدنى منه يكون فرض عين في المنهج التربوي للناشئة .
[size]
وصار الجهاد في سبيله فرض عين على المسئولين عن برامجه التربوية وصار الرأي العام الإسلامي مسئولا أمام الله في أن يكون على أشد ما تكون اليقظة لأهمية هذا التاريخ وقد وقع المنهج التربوي بكامله فريسة في يد المستعمر الأمريكي كما لم يحدث من قبل إن الخطر القادم على الفرد والمجتمع من هذه الثغرة خطر وجود ، لأن إسقاط تاريخ الأمة – وهو ما يعمل من اجله المشروع الأمريكي في مناهجنا التربوية - يساوي فقدان ذاكرة الفرد ، وماذا يساوي الفرد الذي فقد الذاكرة . [/size]
لقد أصبح ما يسمى ( الذاكرة الجماعية ) – كما يقول الدكتور إدوارد سعيد – حقلا دراسيا هاما يحظى باهتمام كبير من المؤرخين ، وهناك اتفاق لديهم على أن الذاكرة الجماعية ليست شيئا هامدا أو سلبيا ، وإنما هو حقل يتم فيه اختيار وإعادة صياغة الأحداث القديمة وإعطاؤها معنى جديدا ، ومن ثم إعادة صياغة شخصية الفرد والمجتمع وفق هوى العابثين بتاريخه.
ولقد عني الصهاينة بذلك عناية كبرى : وتظهر المؤرخة الأمريكية الصهيونية ييل زيروفابل في كتابها ( الجذور المستعادة : الذاكرة الجماعية و تشكيل التقليد الوطني الإسرائيلي ) الصادر عام 1995 أن قصة الانتحار الجماعي لليهود في روما في قلعة "مسادا " لم تكن معروفة لغالبية اليهود قبل أواخر القرن الماضي ، وتقول إن شهرة القصة بدأت عند ترجمة كتاب " حروب اليهود " للمؤرخ اليهودي القديم جوزيف إلى العبرية في عام 1862 ، وأعيد تركيبها لتصبح " نقطة تحول رئيسية في التاريخ اليهودي ، وحجا لليهود في العصر الحالي وموقعا أثريا شهيرا ، ورمزا سياسيا معاصرا "
ومن هذا المنطلق : ألا وهو إدراك أهمية التاريخ في سياق الغزو الفكري للعالم الإسلامي أخذت تنهال المعاول على تاريخنا بقسوة وشماتة ، بهدف إفراغ المسلم من ماضيه ، واقتلاعه من جذوره ليصبح بعد ذلك مطواعا لكل تيار جديد ، وليصبح خلعه من دينه بعد ذلك أمرا ميسورا.
إنها معركة خاضت مثيلاتها – كما يقول إدوارد سعيد - كل الشعوب التي تعرضت للاستعمار ، والتي سيطرت عليها قوى خارجية احتلت الأرض أولا ثم أعادت كتابة التاريخ لكي تكتسب شرعية وجودها في تلك الأرض ، وشعرت كل دولة استقلت بعد تفكيك الامبراطوريات الحديثة في أعقاب الحرب العالمية الثانية بضرورة استعادة تاريخها بأقصى ما يمكن من البعد عن الأحكام المسبقة التي أدخلها المؤرخون الأجانب ، ومن لف لفهم .
و للمستشرقين دور في هذه العملية الموجهة ضد التاريخ الإسلامي يقول إدوارد سعيد: 0( إن المستشرقين الغربيين المحدثين يعيدون كتابة تاريخ الإسلام كقصة لا تنتهي من الحقد واللاعقلانية حتى يبدو الوجه العربي والمسلم لفلسطين وكأنه جزء ضائع أو حتى غير موجود ) راجع حديث لإدوارد سعيد بعنوان " جناية النزعة القومية على التاريخ " بجريدة الخليج 24\8\1996.
ومن الواضح لدينا أن الأمر لم يقتصر على المؤرخين الغربيين وإنما شاركهم في ذلك أتباعهم من أبناء البلد ، كما شاركت بصفة جوهرية مناهج التربية في المدارس والمعاهد والجامعات . فضلا عما سيأتي بعد . وإلا فمن أين جاء الجهل المطبق بين أجيال هذه الدور بتاريخنا مع الصليبيين والصهاينة والاستعمار ، وتاريخ فلسطين .
ولقد اتخذ هذا الغزو في مجال التاريخ : ثلاثة اتجاهات :
اتجاها لتجميل الصورة - الشائهة أصلا - لتاريخ الأعداء .
واتجاها إلى تشويه مالا يمكن محوه من التيار العريض لتاريخنا الإسلامي .
واتجاها إلى المحو ، حيث يكون ذلك ممكنا من تاريخنا ، في مجال ما قد يظن أنه دائرة صغيرة من دوائر التاريخ الإسلامي يمكن الإجهاز عليها .
وفي جميع الأحوال كان الهدف هو إخراج الإسلام من الساحة . فبمحو التاريخ الإسلامي أو تشويهه يتم إخراج الإسلام من الساحة بدعوى أنه لم يكن له دور إيجابي ، وبتجميل تاريخ أعداء الإسلام يتم إخراج الإسلام من الساحة بدعوى أنه لم يكن لتحركهم تجاهنا أسباب دينية .
وأخيرا فإن علينا – وبخاصة في عصر جلد الذات الذي نعيشه اليوم لدوافع بعضها خبيث هدام – أن نقبل على دراسة تاريخنا بحب ومودة ، وأن نكون واثقين من قدرتنا على أن نصنع من المجد مثلما صنع آباؤنا ، وفي هذا الأمل الواثق يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مثل أمتي مثل المطر ، لا يدرى أوله خير أم آخره ) رواه الترمذي والحاكم والطبراني في الأوسط ، والبزار بإسناد حسن.
في سياق الاعتداء على التاريخ الإسلامي تجري عمليات تجميل تاريخ الأعداء في علاقتهم معنا أو تخفيف مدى القبح فيهم ، حيث يقوم الخونة من عملائهم وأذيالهم بتفسير مواقفهم في أحسن الأحوال على وجوه شتى : تفسيرات حضارية ، أو اقتصادية ، أو اجتماعية ، أو تطورية ، أو عرقية ، أو مصلحية ، أو ديموقراطية ، أو استعمارية محبوبة ! أو تحريرية موبوءة ؟؟! وفي جميع الأحوال يظهر الحرص على كتمان التفسير الديني : والهدف من ذلك كما سبق أن قلنا إخراج الإسلام من الساحة .
[size]
وبهذا جميعه يتم تعمية المستقبل على المسلمين بجعلهم يجهلون : من العدو ؟ فإذا جهلوا من عدوهم جهلوا من صديقهم ، فوقعوا في مصادقة العدو ، ثم وقعوا في عداوة الأصدقاء كما هو الحال اليوم [/size]
فإذا ذهبنا نستعرض كيف تم تجميل وجه الأعداء فإننا نتعرض هنا : للموجات : الصليبية ،.
يقول الدكتور قاسم عبده في كتابه ماهية الحروب الصليبية تأليف الدكتور قاسم عبده العدد 145 من سلسلة عالم المعرفة – الكويت ص 13 ( لقد استقر في الوجدان الشعبي الأوربي والأمريكي أن الحملة الصليبية لابد أنها كانت بالضرورة حملة نبيلة القصد والهدف ، بل إننا كثيرا ما رأينا قادة الرأي والساسة الغربيين يستخدمون مصطلح " الحملة الصليبية " بهذا المفهوم النبيل والخيِّر والعادل ) . ومن الغريب أن الدكتور قاسم عبده يرى أن تجريد هذه الحملات من هذا التزويق يكون بتجريدها من وصف " الصليبية" الذي وقعنا فيه عن طريق شباك الترجمة عن الأوربيين ، وأن الأولى بنا أن نعود إلى تسميتها بما سماها به المؤرخون العرب في بداية الأمر ، يقول سيادته ص 15: ( ووجه الخطورة في هذا المصطلح عند ما يستعمل في اللغة العربية فإنه يوحي بأن الحركة كانت ترتبط بالصليب رمز المسيحية . ولا تقدمها في إطارها الصحيح !!! باعتبارها مغامرة استيطانية ) . ومع تقديرنا لهدف سيادته المعلن وهو تجريد تلك الحملات من زيف النبالة والانتساب للدين ، فإننا نختلف معه في الوسيلة التي تؤدي إلى عكس ما أراد : إذ في هذه الوسيلة دفاع عن الصليبية بوجه أو بآخر ، وهو تزويق آخر بوجه آخر ، ونحن نرى أن هذه الحملات إن أنكرنا عليها أن يكون الصليب هدفا - جدلا - فإن أحدا لا يمكن أن ينكر أنه كان أداة ، وعود على بدء ففي الحالين يكون الصليب قد قام بالدور الأساسي في هذه الحروب وفقا لمعتقدات أصحابه ، ومهما قلنا بأن الصليب لم يكن هدفا ، وإنما كان الاستيطان ، فهذا لا ينفي أن الاستيطان الذي تحدث عنه سيادته هو استيطان الصليب . وهذا ما نستند إليه فيما يقول الدكتور قاسم عبده نفسه: ( إن الحملة الصليبية كانت التطور المنطقي للحج المسيحي إلى فلسطين .. وإن أوربا التي بدأت تشعر بقوتها رفضت بقاء أرض المسيح بأيدي المسلمين الذين صورتهم الدعاية الكنسية في صورة الكفار المتوحشين . يقول البابا أربان الثاني من أكبر الدعاة إلى الحملة الصليبية الأولى عن المسلمين في سيل من الأكاذيب : " إنهم جنس غريب على الرب تماما ، قد غزا أرض أولئك المسيحيين ، وأخضع الناس بالسيف والتدمير والحريق ، كما حمل بعضهم أسرى إلى بلاده ، وذبح البعض بوحشية ، وسوى الكنائس بالأرض ، وأجروا عمليات الختان للمسيحيين ، وصبوا دماء الختان على مذابح الكنائس أو في أواني التعميد" )
ثم يقول الدكتور قاسم ( كانت الفكرة التي ملكت عقول أبناء الغرب الأوربي في أخريات القرن الحادي عشر الميلادي هي فكرة تخليص الأرض المقدسة من المسلمين ، وقد أدى هذا بالضرورة إلى إبراز أهمية القيام بحملة مسلحة - وهي الحملة الصليبية – لتحقيق هذا الهدف ، ولقد كانت الفكرة الحاسمة في كليرمون عام 1095 هي عسكرة الحج ، وإضفاء طابع القداسة على هذه الممارسة . كان الصليبي في حقيقته حاجا من طراز خاص ، إذ كان يتمتع بامتياز حمل السلاح ، وكان السيف الذي يحمله الصليبي مباركا من الكنيسة باعتباره جنديا في جيش المسيح ، كما كانت سائر مهمات الحاج هذا تحظى بمباركة الكنيسة ، ثم توارت كلمة حاج التي استخدمها المؤرخون الذين عاصروا الحملة الأولى رويدا رويدا ، وأخذت تحل محلها كلمة " جندي المسيح " ثم " صليبي " ، وكان أهم عناصر الحملة المقدسة التي دعا إليها البابا يتمثل في مفهوم " الغفران " الذي كان هو العنصر الأهم في عيون الفرسان ، والعامة ، لقد خطب البابا أربان الثاني في كليرمون قائلا : " إنني أخاطب الحاضرين ، وأعلن لأولئك الغائبين – فضلا عن أن المسيح يأمر بهذا – أنه سوف يتم غفران ذنوب كل أولئك الذاهبين إلى هناك إذا ما انتهت حياتهم بأغلالها الدنيوية ، سواء في مسيرتهم على الأرض أو اثناء عبورهم البحر ، أو في خضم قتالهم ضد الوثنيين !! ، وهذا الغفران أمنحه لكل من يذهب بمقتضى السلطة التي أعطاني الرب إياها " .ثم تحول هذا الغفران الجزئي في الحملة الأولى إلى غفران كامل في الحملة الثانية – 1145-1149م – ويؤدي هذا الغفران – في زعمهم – إلى غفران جميع الخطايا والإعفاء من التوبة والتكفير . )
ومن قراءة نصوص الروايات التي أوردها المؤرخون حول خطبة البابا أربان الثاني في كليرمون ، يتبين : أنه كان يدعو إلى حملة مقدسة هدفها فلسطين اعتمادا منه على نصوص وردت في الأناجيل المسيحية ، وأهمها نص من إنجيل لوقا يقول : " ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذا " .
وانه كان يدعو إلى هذه الحملة المسلحة باسم الرب بوصفه نائبا عنه في الأرض ، يقول البابا : ( إنني لست أنا ولكن الرب هو الذي يحثكم باعتباركم وزراء المسيح أن تحضوا الناس من شتى الطبقات ) - راجع كتاب ماهية الحروب الصليبية للدكتور قاسم عبده ص 110 – 111 - ثم برر البابا هذه الحرب بأن هدفها أن تحرر الكنيسة الشرقية من ربقة المسلمين ، وأن تخلص الأرض المقدسة من سيطرتهم ، هذه الأرض التي وصفها الكتاب المقدس بأنها تفيض باللبن والعسل ، ووصفها أربان الثاني بأنها ميراث المسيح .
ثم أشار البابا إلى منح الغفران الجزئي لكل من سيشارك في هذه الحملة سواء مات في الطريق إلى الأرض المقدسة ، أو قتل في الحرب ضد المسلمين .
وقد لقيت هذه الخطبة استجابة فورية هائلة من الحاضرين ، وتجسدت هذه الحماسة في عبارة أخذ يرددها جمهور الحاضرين ، معناها ( الرب يريد ) ، وسارع الكثيرون إلى البابا يقسمون أمامه على القيام بالرحلة ، كما أخذ كثيرون يخيطون صلبانا من القماش على ستراتهم رمزا لأخذهم شارة الصليب . وتم الاعتراف بجميع الفرسان الذين أقسموا على الذهاب جنودا في جيش الرب . وصار الصليب شارة كل فارس في كل حملة صليبية .
وبعد خطبة البابا قام برنارد مقدم دير كليرفو بشرح ما قاله البابا قائلا : ( أيها الجندي الباسل يارجل الحرب : الآن لديك قضية تجعلك تقاتل دون أن يحيق الخطر بروحك ، قضية النصر فيها مجيد ، والموت في سبيلها مكسب ، إن باستطاعتي أن اقدم لك صفقة محترمة ، فلا تجعل هذه الفرصة تفوتك ، خذ شارة الصليب وفي الحال ستنال الغفران على كل خطاياك . ولن يكلفك كثيرا أن تشتري مكافأة السماء إذا ارتديت شارة الصليب في تواضع ) كتاب ما هية الحروب الصليبية للدكتور قاسم عبده ص 30
ثم حدث تطور جديد في منح الغفران ، فقد صارت البابوية تمنحه لمن يرسلون المحاربين بدلا منهم ، ولمن يساهمون بأموالهم في تمويل إحدى الحملات ، عوضا عن المشاركين بأنفسهم .
يقول أحد البابوات في عام 1246 م : ( نحن نمنح الغفران لكل أولئك الذين أخذوا على عاتقهم إنجاز هذا العمل شخصيا ، وعلى نفقتهم كما نمنح الغفران لأولئك الذين لا يشاركون في الحملة شخصيا ، ولكنهم يرسلون المحاربين اللائقين على نفقتهم حسب إمكاناتهم ، ونمنحه أيضا للذين يقومون بهذا العمل على نفقة الآخرين ، ونحن نرغب في أن يتمتعوا بكل الحصانة والامتيازات التي نمنحها في المجمع الكنسي العام ، لمن يساعدون الأرض المقدسة ) كتاب ماهية الحروب الصليبية ص 33
حتى الأطفال كان لهم دور : ففي أوائل القرن الثالث عشر خرجت حملة عجيبة من أوربا الغربية عرفت باسم ( صليبية الأطفال ) بقيادة صبي فرنسي في الثانية عشرة من عمره اسمه استيفن زعم أنه تلقى خطابا من المسيح يخبره بأن العناية الإلهية اختارته لقيادة حملة من الأطفال الأبرياء الذين سوف يستردون – في زعمه – مدينة القدس ، بعد أن فشل الملوك والأمراء والبابا وغيرهم في استعادتها بسبب ذنوبهم ، وخرج معه بضع مئات من الأطفال من باريس وغيرها من أقاليم فرنسا ، وانضم إليها عدد من صغار لقساوسة ، وسار موكب حملة الأطفال الصليبية حتى مرسيليا في انتظار أن ينشق البحر أمامهم في معجزة مثل تلك التي حدثت لموسى عليه السلام ، ثم جاءت سفن نقلت عددا منهم إلى جهة مجهولة .
ويبدو أن أطفال ألمانيا أحسوا بالغيرة حين وصلت أنباء حملة استيفن إلى حوض الراين ، فخرجت من ألمانيا حملة أخرى بقيادة صبي اسمه نيقولا من إحدى قرى إقليم الراين ، وتخلف بعضهم في الطريق ، أما الذين سافروا فلم يعرف أحد ماذا جرى لهم على وجه اليقين . كتاب ماهية الحروب الصليبية ص 150-151
يقول الدكتور قاسم عبده : ( إنه إذا كان الفارس الإقطاعي في غرب أوربا في القرن الحادي عشر متوحشا همجيا مولعا باللذات الحسية ، لكنه كان في الوقت نفسه متدينا على طريقته ، فقد كان يتقبل تعاليم الكنيسة بلا منا قشة ، وكان كثير منهم يؤدون الطقوس والشعائر الكاثوليكية .. وكان من عادتهم منح الهبات السخية للأديرة ) كتاب ماهية الحروب الصليبية ص 72
[size]
وفي مكة المكرمة في أيام صلاح الدين وبعد أن بسط سلطانه على منطقة تمتد من النيل إلى الفرات قام الصليبيون بعدة غارات عبر شبه جزيرة سيناء ، ووصلت قواتهم حتى بحيرات البردويل في منطقة السويس ، وشنوا غارات على تيماء في شبه الجزيرة العربية ، وحاول أرناط أمير الكرك أن يقتحم البحر الأحمر ويغزو مكة والمدينة وهاجم بعض مواني مصر والحجاز لولا أن الأسطول المصري سحق أسطوله تماما كتاب ماهية الحروب الصليبية ص 72[/size]
و بعد أن عرفنا ماذا حدث في تحريك النفوس باسم الصليب لننظر بعد ذلك ماذا حدث في تحريك الرءوس والرقاب عن أكتافها باسم الصليب أيضا :
بعد أن غزا نقفور الحمدانيين عام 964م استعد لغزو جديد فأرسل إنذارا إلى الخليفة العباسي في بغداد يهدده بالويل والثبور ، وينذره بأن الجيوش البيزنطية لن تلبث أن تستولي على بلاد العراق والشام ومصر ، وأنه من الخير للخليفة أن ينسحب إلى بلاد الحجاز ، ويترك تلك البلاد لأصحابها !! – هكذا في دورة مبكرة من منطق الاستعمار الذي سيظهر في القرن التاسع عشر من بعد في المنطقة– القدامى البيزنطيين ، وكان إنذاره يفيض بالروح الصليبية ، إذ ضمنه – كما يقول الدكتور سعيد عاشور – عبارات دينية ، وتهديد صريح بهدم الكعبة ، ونشر المسيحية ، في الشرق والغرب جميعا ) الحركة الصليبية للأستاذ الدكتور سعيد عاشور نشر مكتبة الأنجلو الجزء الأول ص 60-61
وفي الهجوم الصليبي على بيت المقدس الذي بدأ ليلة 14 يوليو 1099م واشتد في صباح اليوم التالي لم يسع الجندَ المسلمين المدافعين عن بيت المقدس سوى الفرار للاحتماء بالمسجد الأقصى ، فتبعهم الصليبيون واقتحموا المسجد وأحدثوا بداخله مذبحة وحشية رهيبة ، وكما يقول أحد مؤرخيهم (كان جنودنا يخوضون حتى سيقانهم في دماء المسلمين ) المصدر السابق ج1 ص 243
ولم يترك الصليبيون مسلما في الطرقات أو البيوت أو المساجد إلا قتلوه واستباحوا دمه دون أن يفرقوا بين رجل وامرأة ، وطفل . وأجهزوا على كل من احتمى بالمسجد الأقصى ، وعددهم أكثر من سبعين ألفا ، منهم جماعة من أئمة المسلمين وعلمائهم ، وعبَّادهم ، وزهادهم . وقد ذكر هذا العدد ابن الأثير من المسلمين ، وابن العبري الملطي من المسيحيين ، الذي قال ما نصه : ( ولبث الفرنج في البلد أسبوعا يقتلون فيه المسلمين ، وقتل بالمسجد الأقصى ما يزيد على سبعين ألفا ) .
وذكر وليم الصوري أن بيت المقدس شهدت عند دخول الصليبين مذبحة رهيبة ، حتى أصبح البلد : مخاضة واسعة من دماء المسلمين ، أثارت خوف الغزاة واشمئزازهم . وكذلك ذكر مؤرخ صليبي حضر تلك الأحداث أنه عندما زار الحرم الشريف غداة المذبحة الرهيبة التي أحدثها الصليبيون ، لم يستطع أن يشق طريقه وسط أشلاء المسلمين إلا بصعوبة بالغة ، وأن دماء القتلى بلغت ركبتيه ، ولم يكن اليهود أحسن حالا من المسلمين ، ( إذ جمع اليهود في الكنيسة وأحرقوها عليهم ) المصدر السابق 244
وعندما استولى الصليبيون على قيسارية في 17 مايو 1101 م أحدثوا كما تشير المراجع الغربية نفسها مذبحة وحشية قتلوا فيها كثيرا من أهلها الأبرياء ، وعند ما احتمى بعض أهلها بجامع المدينة لاحقهم الصليبيون وذبحوهم داخل الجامع عن آخرهم ، دون أن يفرقوا بين الرجال والنساء حتى تحول الجامع إلى بركة كبيرة من دماء قتلى المسلمين ) المصدر السابق 294
ولقد كانت محاولة غزو مصر في الحملة الصليبية الخامسة عام 1218 م ، والحملة السابعة التي تمت عام 1249 بقيادة لويس التاسع .. كلتيهما تمتا باعتبارهما محاولة من جانب البابوية الكاثوليكية للدفاع عن بقايا الوجود الصليبي في فلسطين والذي كان قد تقلص على يد صلاح الدين ، في عام 1187 م
وفي الأندلس – وفي جو الحملات الصليبية في الشرق – دعت البابوية فرسانها إلى القتال ضد مسلمي الأندلس ، تماما كالاشتراك في الحملة الصليبية في فلسطين ، يقول البابا في وثيقة صدرت عنه عام 1099 موجهة إلى بعض أمراء الأسبان : " إذا كان الفرسان في إقليم آخر قد قرروا جميعا الذهاب لمساعدة الكنيسة الأسيوية ( !!) وأن يحرروا إخوانهم من طغيان المسلمين ( !!) فإنه ينبغي عليكم أيضا وبتشجيع منا أن تبذلوا قصارى جهدكم ، ولا ينبغي لأحد أن يشك في أن خطاياه سوف تغتفر إذا مات في هذه الحملة ، حبا في الرب ، وفي إخوانه ، وأنه سوف ينال بالتأكيد نصيبه في الحياة الخالدة بفضل رحمة الرب الواسعة . ولذا فإنه إذا كان أحدكم قد قرر الذهاب إلى آسيا ، فعليه أن يفي بقسمه هنا ، ذلك لأنه ليس من الخير في شيء أن ننقذ المسيحيين المسلمين في مكان لكي نعرضهم لطغيان في مكان آخر ) ماهية الحروب الصليبية للدكتور قاسم عبده ص44
وأخيرا يصرح الدكتور قاسم عبده تحت ضغط الحقائق التي ينقلها من مصادرها .. بالوجه الصليبي الكنسي الكاثوليكي لهذه الحروب ، فيقول : ( الحقيقة التي لا يرقى إليها الشك أن الحركة الصليبية لم تكن لترى النور إلا بعد أن مهدت الكنيسة الكاثوليكية الأرض بصياغة أيديولوجية الحرب المقدسة ) ماهية الحروب الصليبية ص 72 ، 45
، وكما يقول عن الفارس الإقطاعي في غرب أوربا في القرن الحادي عشر المشارك في تلك الحروب ( كان متدينا على طريقته ، فقد كان يتقبل تعاليم الكنيسة بغير مناقشة )
إنه مذهب الإرجاء المسيحي : لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة !!
[size]
وفي الصليبية الثانية : لننظر في الاستعمار الأوربي لبلادنا الإسلامية ، وقيامه على التوجه الديني ، والعداوة الخاصة للإسلام .[/size]
يقول الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي بمصر في ندوة رابطة الجامعات الإسلامية بعنوان " الإعلام الدولي وقضايا العالم الإسلامي " المنعقدة برحاب جامعة الأزهر في 30 \ 11 \1998 : ) إن الهجوم على الإسلام والمسلمين ليس وليد اليوم أو الأمس القريب ، ولكنه يرجع إلى نشأة الإسلام نفسه ، ولم يتوقف الهجوم ولم ينته ) جريدة الشعب في مصر 31\11 \ 1998
[size]
يقول لورنس براون :0 كان قادتنا يخوفوننا بشعوب مختلفة لكننا بعد الاختبار لم نجد مبررا لمثل تلك المخاوف ، كانوا يخوفوننا بالخطر اليهودي ، والخطر الياباني الأصفر ، والخطر البلشفي ، ثم تبين لنا أن اليهود هم أصدقاؤنا ، والبلاشفة الشيوعيون حلفاؤنا ، أما اليابانيون فإن هناك دولا ديموقراطية كبيرة تتكفل بمقاومتهم ، لكننا وجدنا أن الخطر الحقيقي علينا موجود في الإسلام ، وفي قدرته على التوسع والإخضاع ، وفي حيويته المدهشة ) التبشير والاستعمار للدكتور عمر فروخ والخالدي ص 184 [/size]
ويقول المستشرق الفرنسي كيمون في كتابه باثولوجيا الإسلام : ( إن الديانة المحمدية جذام تفشى بين الناس ، وأخذ يفتك بهم فتكا ذريعا ، بل هو مرض مريع ، وجنون ذهولي يبعث الإنسان على الكسل والخمول ، ولا يوقظه من الخمول إلا ليدفعه إلى سفك الدماء ، والإدمان على معاقرة الخمور ، وارتكاب جميع القبائح ، وما قبر محمد إلا عمود كهربائي يبعث الجنون في رءوس المسلمين فياتون بمظاهر الصرع والذهول العقلي إلى ما لانهاية ، ويعتادون على عادات تنقلب إلى طباع أصيلة ككراهة لحم الخنزير !! ، والخمر والموسيقى ، إن الإسلام كله قائم على القسوة والفجور في اللذات ، وأعتقد أن من الواجب إبادة خمس المسلمين ، والحكم على الباقين بالأشغال الشاقة ، وتدمير الكعبة ، ووضع قبر محمد وجثته في متحف اللوفر !! ) الاتجاهات الوطنية في الأدب العربي المعاصر للدكتور محمد محمد حسين ج 1 ص321
ويقول المبشر تاكلي : ( يجب أن نستخدم القرآن ، وهو أمضى سلاح فبي الإسلام ضد الإسلام نفسه ، حتى نقضي عليه تماما ، يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديدا ، وأن الجديد فيه ليس صحيحا ) التبشير والاستعمار للدكتور عمر فروخ ، والدكتور الخالدي ص 40 ط 4
ومن قادة الغرب المعاصرين :يقول لورنس براون ( إن الإسلام هو الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوربي ) التبشير والاستعمار للدكتور عمر فروخ ، والدكتور الخالدي ص 40 ط4
[size]
ويقول مستر جلادستون رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ( مادام هذا القرآن موجودا في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق ) كتاب الإسلام في مفترق الطرق لمحمد أسد ص 39 [/size]
ويقول أنطوني ناتنج في كتابه " العرب " : منذ أن جمع محمد – صلى الله عليه وسلم – أنصاره في مطلع القرن السابع الميلادي وبدا أول خطوات الانتشار الإسلامي فإن على العالم الغربي أن يحسب حساب الإسلام كقوة دائمة وصلبة تواجهنا عبر المتوسط ) .
ويقول أيوجين روستو رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية ومساعد وزير الخارجية الأمريكية ، ومستشار الرئيس جونسون لشئون الشرق الأوسط حتى عام 1967 : (يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول وشعوب ، بل هي خلافات بين الحضارة المسيحية والحضارة الإسلامية ، لقد كان الصراع محتدما ما بين المسيحية والإسلام من القرون الوسطى ، وهو مستمر حتى هذه اللحظة بصور مختلفة ، ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب ، وخضع التراث الإسلامي للتراث المسيحي ) كتاب دمروا الإسلام ص 23
ويقول أشعيا بومان في مقال نشره في مجلة العالم الإسلامي التبشيرية : ( إن شيئا من الخوف يجب أن يسيطر على العالم الغربي من الإسلام ، لهذا الخوف أسباب ، منها أن الإسلام منذ ظهر في مكة لم يضعف عدديا ، بل إن أتباعه يزدادون باستمرار ، من أسباب هذا الخوف أن هذا الدين من أركانه الجهاد ) كتاب دمروا الإسلام ص 37
ويقول الحاكم الفرنسي للجزائر بعد مرور مائة سنة على استعمارها ( إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرءون القرآن ، ويتكلمون العربية ، ولذا يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم ) كتاب دمروا الإسلام ص 30
ويقول مورو بيرجر في كتابه " العالم العربي المعاصر " : ( إن الخوف من العرب ، واهتمامنا بالأمة العربية ، ليس ناتجا عن وجود البترول بغزارة عند العرب ، بل بسبب الإسلام ، يجب محاربة الإسلام للحيلولة دون وحدة العرب ، التي تؤدي إلى قوة الإسلام ، لأن قوة العرب تتصاحب دائما مع قوة الإسلام وانتشاره . إن الإسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر في القارة الأفريقية ) مجلة روزاليوسف بتاريخ 29\6\1963
[size]
ويقول هانوتو وزير خارجية فرنسا : ( رغم انتصارنا على أمة الإسلام وقهرها فإن الخطر لا يزال موجودا من انتفاض المقهورين المغلوبين الذين أتعبتهم النكبات التي أنزلناها بهم ، لأن همتهم لم تخمد بعد ) كتاب الفكر الإسلامي وصلته بالاستعمار الغربي للدكتور محمد البهي ص 19[/size]
وليس هذا نبشا في نفايات التاريخ كما يحلو لبعض المخدرين أن يقول فهاهو ريتشارد نيكسون الرئيس الأسبق للولايات المتحدة يقول: ( للعمل داخل العالم الإسلامي فإن على صناع السياسة الأمريكية المناورة داخل وكر أفعى من سم النزاعات الأيديولوجية والصراعات الوطنية) ، ويقول : ( لا توجد دولة – حتى الصين الشيوعية – تحظى بصورة سلبية في الضمير الأمريكي كما هو الحال بالنسبة للعالم الإسلامي ) ، ولكنه يعود فيطمئن مواطنيه بسبب تفرق المسلمين ، فيقول : ( وهذا السيناريو الكابوس لن يتحقق أبدا .إن العالم الإسلامي كبير جدا ومترامي الأطراف ومتعاكس ومتناقض ليزحف نحو قرع طبل واحد ) ويقول : ( إن علينا أن ننشر الفضيلة في العالم !! وفقا لمعتقداتنا الدينية ) كتاب انتهزوا الفرصة لريتشارد نيكسون ترجمة حاتم غانم نشر شركة قايتباي بالإسكندرية ط أولى ص23 ، 45، - 39 – 44
وهانحن أخيرا نقرأ تصريحا نشرته جريدة الخليج بعددها الصادر في 7\10\1999 للكاردينال بول بوبارد أحد المقربين من البابا يوحنا بولس الثاني ورئيس ( المجلس الحبري للثقافة ) إذ يقول ( إن الإسلام يشكل تحديا مرعبا بالنسبة للغرب ويشكل خطرا بالنسبة للأمل المسيحي ) معترفا في نفس الوقت بأن ( لا علاقة للإسلام بالتطرف الإسلامي ) وأوضح في حوار أجرته معه صحيفة لوفيغارو ( إن هذا التحدي يتمثل في كون الإسلام دينا وثقافة ومجتمعا ونمطا للعيش وللتفكير وللممارسة ) ، وهي بالمناسبة هدية يقدمها لدعاة الحوار مشارك فعلي في هذا الحوار .
أما الرئيس الأمريكي المبشر فقد أعلنها حربا صليبية صريحة على الإسلام لا تحتاج منه إلى اعتذار
والله اعلم