Admin Admin
عدد المساهمات : 7727 نقاط : 27607 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 28/09/2012
| موضوع: دخلت بالثلاثينات من عمرك و لم تنجبي بعد. لما الانتظار ؟؟ شرح وافي وبالصور الأربعاء ديسمبر 04, 2013 5:52 am | |
| دخلت بالثلاثينات من عمرك و لم تنجبي بعد. لما الانتظار ؟؟ شرح وافي وبالصور
بسم الله الرحمن الرحيم
تغص العيادات التي تهتم بالخصوبة منذ عدة سنوات بالعديد من النساء بعد سن الـ 38 سنة بقصد البحث عن حمل.
تعتبر هذه الفئة من النساء، شابة بالحياة العملية و لكنها بالوقت نفسه أصبحت معمّرة للخصوبة.
تصرح هذه الفئة من النساء بعد سن الـ 38 سنة، أنها لم تكن تدري بما ستؤول إليه الخصوبة بعد هذا العمر.
انتظر البعض، أو اقترح عليهم ان ينتظروا الحمل الموعود، بحين ان البعض الآخر أجّل مشروع الامومة إلى فيما بعد، ريثما تنتهي الدراسة و تتحقق المشاريع المهنية.
الصدمة كبيرة عندما نشرح كيف ان الحصول على الحمل بعد سن الـ 40 سنة، ليس بالأمر السهل.
من واجب كل طبيب أن يشرح لمرضاه هذه الحقيقة: يفضل الحمل بسن الـ 25 سنة كثيرا عن سن الـ 40 سنة.
الخصوبة عبر العقود
تمتلك جميع الكائنات الحية بالمعمورة دوافع لا إرادية تحث بها إلى التكاثر. يشمل هذا على حد سواء: النباتات، و الحيوانات و الإنسان. و لكن لا تتساوى جميع هذه الأصناف الحية تجاه الخصوبة.
فمن المعروف عن خصوبة المرآة أنها لا تتجاوز الـ 25% بكل دورة مخصبة، و هذا يعني أنه عندما تتجمع جميع الشروط اللازمة لهذه الخصوبة مع علاقة جنسية بفترة الاباضة، فإن احتمال حصول الحمل لا يتجاوز مرة بين كل 4 مرات.
عندما يأتي الوليد، غالبا ما يكون و حيدا، و انتقاء البويضة المخصبة لا يحصل سوى بعد مشوار طويل تضيع بها ملايين البويضات لكي يتم انتقاء هذه البويضة الوحيدة.
من المعروف أن كل مبيض هو عبارة عن خزان يأوي عدد معين من البويضات الأولية التي تتناقص مع مرور الأيام. فعندما تكون الأنثى بمرحلة الجنين تمتلك ما يقارب 7 ملايين بويضة قابلة للإلقاح
و عند ولادتها ينقص هذا العدد و تمتلك البنت حوالي 400 ألف بويضة.
خلال فترة الطفولة يدخل المبيض بحالة ثبوت، و عندما يستيقظ عند البلوغ لا تملك الفتاة سوى 40 ألف بويضة.
يحصل عند كل امرأة حوالي 400 أباضة بالمتوسط طوال فترة حياتها، منذ البلوغ إلى سن الضهي ـ سن اليأس. و بالمتوسط لا تمتلك المرآة أكثر من 30 فرصة لكي يبدأ عندها الحمل طوال عمرها.
و لهذا، يحكي لنا التاريخ قبل اكتشاف موانع الحمل أنه ليس غريبا أن تلد المرآة 10 أطفال، بل وصل هذا العدد إلى 25 حمل.
الوضع بالبلاد الصناعية: يبدو من الواضح أن النساء تسعى للحمل بشكل متأخر مع توالي العقود. كما تصغر الأسر و يقل عدد الأطفال بكل أسرة. كما تتزايد حالات العقم التي تحتاج للإخصاب الاصطناعي. بحين أن عمر اول علاقة جنسية لم يتبدل كثيرا.
تشير الاستطلاعات الفرنسية أن عمر أول علاقة جنسية عند الذكور هو بالمتوسط 17 سنة و نصف. و عند الإناث 18.7 سنة.
و لكن و بالمقابل، فإن عمر اول حمل هو بتزايد مستمر منذ قرن. تشير الاستطلاعات بأن عمر اول حمل
عام 1970 كان بسن الـ 23.9 سنة عام 1980 كان بسن الـ 24.5 سنة عام 1990 كان بسن الـ 26 سنة عام 2000 كان بسن الـ 27 سنة
كما لوحظت هذه الظاهرة ببلدان أخرى: في أسبانيا و اليونان، أول طفل يأتي بشكل متوسط بسن الـ 30 سنة في بلجيكا بسن الـ 29 سنة. و الأمر مشابه بأمريكا.
تفسر هذه الظاهرة بعديد من الأسباب الاجتماعية و البيئية التي تدفع لتأخير و تأجيل عمر أول حمل. و لإنقاص عدد الأطفال بكل أسرة. كما نجد أيضا أيضا أسباب ثقافية، قناعات شخصية، أسباب دينية، نفسانية. كما تلعب وسائل الإعلان و الانترنيت دورا لا يمكن إهماله يساعد بترسيخ هذه القناعات.
تشير الإحصائيات الفرنسية إلى أن عدد الأطفال بالنسبة لعدد النساء بسن الخصوبة كان و بشكل متوسط: 2.6 بعام 1920 2.2 بعام 1930 2.1 بعام 1970 1.8 بعام 2001
يظهر المخطط التالي تناقص خصوبة الرجال و النساء مع التقدك بالعمر
أسباب تناقص عدد الأطفال بكل أسرة
1ـ رغبة الزوجين و ارادتهم، بالبلاد الصناعية توجد عدة ظواهر تدفع لهذه الرغبة ـ موانع الحمل: التي تسهل هذه المهمة و ترضي هذه الرغبة ـ التعليم للجميع ـ التحرر و الحرية بالخيار ـ المساواة بين الجنسين، و رغبة المرآة بالعمل تحد من رغبتها بالإنجاب و بتربية الأطفال، فتدفع المنافسة بين الجنسين العديد من النساء لوضع مهمة الإنجاب بالمرتبة الثانية خلال سنوات.
2 ـ التناقص الإجمالي لخصوبة النساء و الرجال قد يكون هذا التناقص ناجم عن ظاهر بيولوجية أو بيئية. فمن المعروف ان العديد من العناصر الضارة و السامة، المعروف منها و غير المعروف، تتدخل بالحياة اليومية و بشكل لا إرادي عن طريق الأطعمة أو طرق الحياة المختلفة و يختل معها خصوبة النساء و الرجال.
يشكل التدخين واحد من أهم هذه العناصر الضارة التي تسبب اختلال بخصوبة الرجال و النساء على حد سواء. أكد هذه الحقيقة العلمية العديد من الدراسات و الأبحاث. يبدوا أن التبغ يمتلك مقدرة على تبديل تركيب الـ ADN و هو الأساس الذي يتركب منه النطاف و البويضات.
و تشير بعض الدراسات إلى احتمال تقريب عمر الدخول بسن اليأس ـ الضهي ـ عند المدخنات.
كما تلعب مواد أخرى دورا بتراجع الخصوبة مثل القهوة و الكحول. و لا ننسى الأثر الضار للموادة المبيدة للحشرات و تلوث البيئية و تبدل الهواء الذي نتنفسه يوميا.
أظهرت العديد من الدراسات التي بحثت عن طرق لتقييم خصوبة الرجال بواسطة تحليل السائل المنوي أن نوعية النطاف و عددها يتراجع من عقد لآخر.
كما لوحظ أيضا أن معدل ضعف الخصوبة لأسباب مذكرة قد تزايد مؤخرا.
الأمر المؤسف، هو أن العديد من الأزواج ينقصهم الوعي و الدراية بهذه الوقائع، و لا يشعرون بالوقت يمضي و هم يؤخرون موعد الزواج، وموعد الإنجاب ريثما يتحقق لهم النجاح الاجتماعي و المهني. لا يعطون اعتبارا لهذه الحسابات و يتناسوا أن خصوبة كلا الزوجين تتراجع مع الزمن.
يمكن لأي كان أن يلحق بركب التطور و التحسن بالوضع الاجتماعي و المادي. و لكن بما يخص الخصوبة، لا يمكن استعادة الوقت الضائع. و الحظ بالحصول على الحمل يتراجع مع الزمن.
3 ـ أثر العادات و التقاليد الاجتماعية و الاقتصادية. غالبا ما تلعب الظروف الاجتماعية، و التقاليد دورا مهما برغبة الزوجين بالإنجاب، و بما يعطوا لهذه المهمة من أولويات. نجد هنا حالات الزواج و الطلاق، ثم الزواج مع شريك جديد، أو الزواج المتأخر الذي تصبح معه رغبة الإنجاب متأخرة ووصلت لمرحلة تراجع الخصوبة.
4 العمل: لا يخفوا على احد دور المرآة حاليا بمختلف المجالات المهنية. و بالمقابل تظهر الإحصائيات بشكل واضح أن المرآة التي تعمل تميل لـتأخير السن الذي تبدأ به بالبحث عن الإنجاب.
تعريف الخصوبة و العقم
يعرف ضعف الخصوبة بأنه حالة مؤقتة تتجلى بعدم المقدرة على الإنجاب خلال فترة معينة. بشكل متوسط، يقال عن وجود حالة ضعف بالخصوبة عندما لا يقع الحمل بعد سنة أو سنتين من الحياة الزوجية المنتظمة و دون أي مانع حمل.
بالحالات الطبيعية، بسن الـ 25 سنة، و بحال غياب أي عنصر مرضي يمكنه أن يشير إلى خلل بالخصوبة، يحصل الحمل بشكل متوسط، بعد 6 اشهرمن الحياة الزوجية المنتظمة.
حالة العقم تعرف بعدم المقدرة النهائية على الإنجاب بالظروف الطبيعية.
نقول بالظروف الطبيعية نظرا للتطور الكبير الذي وصلت إليه مختلف طرق الإخصاب المساعد طبيا بالسنوات الأخيرة. تشمل هذه الطرق عدة وسائل علاجية يمكنها أن تواجه العديد من المشاكل الصحية التي تعيق أمكانية الحصول على حمل. نذكر من هذه الطرق، أطفال الأنابيب، ومنها ما يترافق مع الحقن المجهري للنطفة بحال وجود ضعف بخصوبة النطاف. يضاف إليها طرق ملحقة مثل تجميد النطاف و الأجنة، أو استخلاص النطاف مباشرة من الخصية.
يرتبط نجاح جميع هذه الطرق العلاجية بشكل وثيق مع عمر المرآة. و تبقى إمكانيات نجاحها محدودة نسبيا على الرغم من أن وسائل الإعلان تحاول أن تعطيها الإمكانية السحرية التي تستطيع شفاء جميع حالات العقم. و لكن و للأسف، فإن مختلف وسائل الإخصاب المساعد طبيا ليست بتلك العصا السحرية التي يمكنها أن تشفي كل الحالات. و كثيرا ما يصطدم الزوجين أمام هذه الحقيقة التي تنص على وجود العديد من العقبات التي تحد من إمكانية نجاح هذه الطرق العلاجية. و أكبر عقبة هي تراجع الخصوبة المرتبط بعمر المرآة.
الخصوبة الطبيعية للمرآة.
تبقى هذه الفكرة أمر ليس من السهل دراسته من الناحية العملية. يعود هذا بشكل أساسي إلى ندرة الأزواج الذين لا يستعملون أي طريقة لمنع الحمل. و بما فيها الطرق البدائية مثل العزل. على الرغم من ندرة هذه الحالة بالبلاد الصناعية إلا أن مراقبة العديد من فئات البشر الذين لا يستعملون موانع الحمل من قبل عدة دراسات علمية ترجح الأتفاق بالرأي على أن خصوبة المرآة تتراجع بشكل كبير بعد سن الـ 37 سنة.
لا يوجد تفسير علمي واضح لكي يشرح كيف تتراجع بشكل كبير نوعية البويضات و مقدرتها على الإلقاح. و يستمر هذا التراجع بل يتضاعف بشكل مخيف لحد الوصول إلى سن اليأس ـ الضهي . الأمر الوحيد الذي يمكن أن نعلل به طبيا هذا التراجع هو نضب المخزون المبيضي. و بهذا الشكل لم يعد يبق في المبيض سوى عدد قليل من البويضات ذات النوعية الجيدة.
البويضة بالواقع هي خلية فريدة من نوعها، تتصنع أثناء حياة الأنثى و هي جنين ببطن أمها ثم تخزن بالمبيض، و لا تتجدد خلافا للنطاف التي تصنع بشكل يومي بخصة الرجل. هذه الخلية الوحيدة تحمل الشيفرة الوراثية الخاصة بالمرآة. و التي يمكنها أن تجتمع مع الشيفرة التي تصل من الرجل عبر النطفة. مما يسمح بتركيب كائن بشري جديد.
كما تحمل هذه الخلية ما يلزمها من مواد غذئية توفر لها ما يلزمها من طاقة ضرورية لكي تتطور نحو المرحلة الجنينية.
يمكن بهذا أن نفهم لماذا تتراجع نوعية هذه الخلية و تنقص مقدرتها مع التقدم بالعمر. كما يفسر هذا الأمر أيضا تزايد احتمال حصول الاجهاض العفوي مع التقدم بالعمر.
ما يخبرنا عنه الإخصاب المساعد:
سجلت اول حالة طفل انبوب بالعالم مع ولادة لويز براون في بيريطانيا بعام 1978. و منذ هذا التاريخ أصبح تعداد الأطفال الذين أتوا إلى الدنيا بواسطة الإخصاب المساعد طبيا يفوق المليون و نصف. ـ حسب تعداد 2003 ـ التقدم الهائل الذي شهدته تقنيات الإخصاب المساعد طبيا، رافقه العديد من النقاشات الأخلاقية و الاجتماعية و الدينية مما حث العديد من البلدان إلى إخراج الأنظمة القضائية و القانونية التي تحد التلاعب الإنساني بالخصوبة الإنسانية.
مجمل هذه التطورات وضعت الطبيب تجاه الظاهرتين التاليتين:
== التزايد الكبير بعدد النساء الراغبات بالحصول على طفل بعمر متأخر.
== عدم المقدرة على تقديم حل تجاه تراجع الخصوبة الناتج عن التقدم بالعمر. و على الرغم من التقدم الكبير الذي حصلت عليه مختلف تقنيات الإخصاب المساعد يبقى الأطباء عاجزين عن مساعدة النساء بعد سن الـ 37 سنة و التي أصبح عددهن بتزايد ملحوظ بمراكز معالجة العقم.
تقدر الإحصائيات أن 15 إلى 20 % من الأزواج قد ينساقوا بمرحلة ما من مراحل حياتهم إلى مراكز معالجة ضعف الخصوبة.
كما شهدت مراكز طفل الأنبوب بالسنوات الأخيرة تزايد ملحوظ بأعمار النساء اللواتي يطلبن اللجوء إلى مختلف طرق الإخصاب المساعد طبيا.
تظهر الإحصائيات أن العمر الأوسط الذي تلجأ به النساء إلى مراكز طفل الأنبوب بتزايد مستمر: 34.1 بعام 1997 34.6 بعام 2001 35 بعام 2004.
كما سجل أن أكثر من نصف عدد النساء بمراكز طفل الأنبوب تزيد أعمارهن عن الـ 35 سنة.
و بشكل موازي يرتفع معدل حالات اللجوء إلى طرق الحقن المجهري التي تجرى لمواجهة حالات ضعف الخصوبة المذكّر.
و بالنهاية، فأن اللجوء إلى طرق الإخصاب المساعد لا تحل مشكلة تراجع الخصوبة بعد سن الـ 37 سنة. نتائج نجاح هذه الطرق مشابهة تماما للخصوبة الطبيعية.
الطفل، عندما أستطيع
كثيرا ما تمر العبارة التالية على الألسن: "شابة بالحياةـ و لكن معمرة للخصوبة" نرددها كثيراً بالعيادات المختصة بالعقم و الخصوبة. لكي نجابه تلك السيدة التي تأتي طالبة المساعدة من أجل الإنجاب فتواجهنا بتعجب يصل أحيانا إلى درجة العدوانية.
تجيب و بحنق قائلةً: قال لي طبيب أن أنتظر و اصبر، و أن الحمل سيـأتي عاجلا أم أجلا....
و للأسف، قد لا يعي بعض الزملاء عندما تستشيرهم بنت الثلاثينات لضعف بالخصوبة، فيقولون لها اصبري. فتصبر، و لكن عندما تصحا من حلمها وقد تجاوزت ال38 سنة. سيتضاءل أملها بالحمل من شهر لآخر.
هذه الحقيقة لا تخفوا على كل من يعمل بمجال الخصوبة. تناقص الخصوبة العفوية مع التقدم بعمر الأم يظهره سجلات الولادة بشكل واضح.
كما تثبت هذه الحقيقة سجلات بنك التبرع بالنطاف. فيلاحظ من هذه السجلات التي تأخذ بعين الاعتبار عمر الأم فقط، و تستبعد العناصر الأخرى مثل عمر الأب، أو تناقص عدد مرات الجماع مع التقدم بالعمر. كما تتناقص احتمالات نجاح محاولة الإخصاب بطفل الأنبوب بشكل كبير اعتبارا من عمر 37 سنة.
تظهر هذه الحقيقة من نتائج العلاج بطفل الأنبوب احتمال ولادة طفل حي بعد كل محاولة 19.% بالاعمار التي تتراوح ما بين 30 إلى 34 سنة 6.5% بعمر 42 سنة.
و رغم هذه المفارقة يتزايد الطلب على مراكز طفل الأنبوب مع التقدم بالعمر و من عام لأخر: معدل النساء بعد عمر الـ 40 سنة بين من يطالبون العلاج بطفل الأنبوب 12.1% بعام 1993 13.7% بعام 1997 17.1% بعام 2002
يمكن تفسير هذه الظاهرة التي تتعمم مع مرور الزمن بأسباب عديدة: ـ تطور أساليب منع الحمل ـ انهماك المرآة بالدراسة الطويلة ـ رغبة المرآة بالاكتساب المهني ـ مصاعب العمل ـ مواقف أرباب العمل الذين لا يفضلون النساء الراغبات بالإنجاب.
جميع هذه الظروف تتآزر لدفع النساء إلى تأجيل موعد الحمل إذ يصعب كثيرا الموافقة ما بين الأمومة و الدراسة و المهنة. و قد يصعب على العديد من النساء لقاء عريس العمر باكرا، كما قد يتأخر سن الزواج لأسباب اجتماعية و مادية. كما نلاحظ نسبة مرتفعة من حالات الطلاق عند من تزوج باكراً.
و هكذا نلاحظ تزايد الرغبة بالإنجاب بين الأزواج الذين ارتبطوا للمرة الثانية، و نراهم يسعون من اجل الإنجاب لكي يقوّا من هذه الرابطة الجديدة.
ربما قد نعذر النساء لما هم به من مشكلة، و قد نعلل هذا إلى الشعار الذي لم تتوقف الجمعيات النسائية عن ترديده: " الطفل، عندما أريد" يعتقد العديد من النساء، بأن الحمل سيأتي فور إيقاف موانع الحمل. بالطبع الحبوب المانعة للحمل لا تسبب العقم، و لكن المشكلة انه بعد تناولها لفترة طويلة قد تصل المرآة إلى العمر الذي تتناقص به خصوبتها بشكل ملحوظ.
عندما نعلن للسيدة أن إمكانيات خصوبتها قد بدأت بالتراجع بشكل ملحوظ، لا تتردد بذكر ما قرأت عنه بالصحف عن تلك السيدة التي وصلت لعمر الجدة و حصلت على حمل بعد أن ذهبت إلى ايطاليا، ربما لم يؤكد الصحفي أن الأمر قد تمّ بفضل التبرع بالبويضات. و لا يتردد البعض الآخر من النساء بذكر تلك الخالة أو العمة، أو تلك الفنانة التي كتبت عنها الصحف بعد أن أنجبت بعمر متقدم. و لكن و للأسف، لا يمكن تعميم هذه الحالات الخاصة على مجمل النساء.
الخصوبة و العمر. يقدم لنا دراسة مفيدة
تظهر هذه الدراسة بأن من تحاول الحصول على حمل و تنتظر 4 سنوات تحصل عليه بـ 90.7% من الحالات عندما تبدأ محاولاتها بعمر الـ 30 سنة 85.9% من الحالات عندما تبدأ محاولاتها بعمر الـ 35 سنة 63.7% من الحالات عندما تبدأ محاولاتها بعمر الـ 40 سنة
و بالمقابل، عند من يحاول الحصول على حمل بفضل الإخصاب المساعد طبيا 6.5% تفشل بالحصول على الحمل عندما تبدأ المحاولة بعمر الـ 30 سنة 35.9% تفشل بالحصول على الحمل عندما تبدأ المحاولة بعمر الـ 40 سنة
الفكرة الشائعة أن نسبة الخصوبة الطبيعية هي 25% بكل دورة طمثية تبقى راسخة بالأذهان. و لكن العديد من النساء ينسى أو يتناسى بأن هذه الرقم يخص النساء بعمر 25 سنة، هذه النسبة تتناقص مع التقدم بالعمر 12% هو معدل الخصوبة العفوية بكل دورة طمثية بعمر 35 سنة 6% هو معدل الخصوبة العفوية بكل دورة طمثية بعمر 40 سنة كما تشير دراسة Schwartz 1981 بأن الخصوبة العفوية التي تقدر بـ 24 إلى 25% بكل دورة طمثية بالبداية، تتناقص مع الزمن و تصبح لا تزيد عن 8% بعد عام 4% بعد عامين. و عندما لا يحصل الحمل بعد 5 سنوات من الزواج، فأن 89% يعتبروا مصابين بحالة عقم، و فقط 0.4% منهم يمكنهم الحصول على حمل بشكل عفوي.
تناقص الخصوبة هذا مع التقدم بالعمر لا يمكن مواجهته بالعلاجات الطبية و لا بطرق الإخصاب المساعد طبيا. يبقى عامل العمر، هو احد اهم عناصر نجاح مختلف هذه الوسائل و رغم التقدم التقني الهائل لا يمكن تحسن نتائج الخصوبة مع التقدم بالعمر. نسب نجاح طفل الأنبوب بكل محاولة 17.2% قبل سن الـ 25 سنة 13.1% بسن الـ 37 سنة 6.5% بسن الـ 42 سنة
و عنكا يحصل الحمل، فأن احتمال حصول الإجهاض العفوي يتزايد مع التقدم بالعمر. 14.5% بالاعمار التي تتراوح ما بين 25 إلى 29 سنة 40% بعد سن الـ 42 سنة.
يضاف إلى ذلك نسبة مرتفعة من حالات التشوهات الجنينية و الاختلالات الصبغية " مثل متلازمة الطفل المنغولي أي تثليث الصبغي 21 و كذالك تلثليث الصبغي 13 و 18.
تتفق مختلف الدراسات على أن التناقص الكبير بنجاح مختلف طرق الإخصاب المساعد طبيا يبدأ من عمر 38 ـ 39 سنة. و من الأفضل الانتباه لهذا الموضوع عند كل من تبدي رغبة بالإنجاب بأن لا تتجاوز هذا العمر قبل أن تلجأ لطرق الإخصاب المساعد.
عمر الرجال و الخصوبة
على الرغم من أن العلاقة بين عمر المرآة و الخصوبة هو أمر متفق عليه، ألا ان علاقتها مع عمر الرجل مازال قيد النقاش. يتحفنا الأدب الطبي ببعض الدراسات، نذكر منها De La Rochebrochard & Thonneau Hassan & Killick و تظهر هذه الدراسات تراجع الخصوبة بعد سن الأربعين عند الرجال. الدراسة الأخيرة تشير إلى إن الرجال بعد سن الـ 45 سنة يعانون من صعوبة بالحصول على حمل تفوق ب 5 مرات الرجال بعمر الـ 25 سنة. 78% من الرجال يمكنهم إن يخصبوا زوجاتهم خلال 6 اشهر عندما تكون أعمارهم اقل من 25 سنة. تنقص هذه النسبة إلى 58.4% بعد عمر الـ 35 سنة.
من هذه الدراسات، يبدوا أن عمر الرجل يلعب دورا بالخصوبة، و بشكل مستقل عن عمر المرآة، و أن تناقص الخصوبة مع تقدم الرجل بالعمر هو أمر حقيقي.
كما يمكن ان نلاحظ من المخطط البياني التالي أن المشكلة تتفاقم مع توالي السنوات. بالماضي الحالة كانت افضل
من الناحية العملية: تشير مختلف المعطيات العلمية بشكل أكيد إلى تراجع الخصوبة مع تقدم النساء بالعمر ( و ربما مع عمر الرجل أيضا). و على الرغم من ذلك تبقى هذه الحقيقة غائبة من أذهان العديد من النساء، كما يهملها العديد من الرجال أيضاً.
ربى العديد منّأ على الفكرة القائلة، "اترك أمر الحمل إلى الزمن، و سيأتي" و لكن هذه الفكرة لم تعد صالحة بهذا العصر نظرا لتأخر رغبة النساء بالإنجاب.
القاعدة التي تقول بأن الاندفاع نحو الفحوصات المتممة ليس من الضروري قبل سنة من الرغبة بالإنجاب، لا تنطبق على النساء بعد سن الـ 35 سنة.
على جميع المشاريع العلاجية التي تهتم بالخصوبة أن تراعي عمر المرآة، و أن تتسارع القرارات مع الاقتراب من عمر الـ 35 سنة، كل العلاجات المعروفة تتطلب وقتاً، و يجب الاهتمام بها قبل الوصول لسن الـ 38 سنة.
يجب تعميم النصائح التالية لتحسن خصوبة الأزواج = الوقاية من الأمراض المعدية جنسيا، و عند كلا الزوجين = إيقاف التدخين عند كلا الزوجين = الانتباه إلى البدانة و الوقاية منها. = الأبكار بمحاولة الحصول على الحمل.
من الأفضل بدل ان نصرخ "طفلا عندما أريد" أن نصرخ "طفلا عندما استطيع".
و نحلم أن يكتب يوما على علبة مانع الحمل: سيدتي، على الرغم من أن هذه الحبوب لا تضر خصوبتك، و لكن تذكري أنك أثناء تناولها تتقدمين بالعمر، و مع التقدم بالعمر تتناقص فرص خصوبتك.
قد لا يتقبل العديد من الجمعيات النسائية أن نردد الشعار "أسرعي سيدتي بالإنجاب، و اتركي دراستاك و عملك و امكثي بمنزلك لتربية أطفالك" فهو شعار قد يتنافى مع كل من يطالب بحرية المرآة و مساواتها.
يجب التحري عن جميع الحالات التي يمكن أن يظهر بها سن اليأس ـ الضهي ـ باكرا، من المعروف أن 10% من النساء تصل لهذا السن بعمر 45 سنة. هذه الفئة من النساء ستعاني حتما من تناقص شديد بخصوبتها عندما تصل إلى أواخر الثلاثينات. عوامل الخطر التي تشير إلى هذه الفئة = سوابق عائلية بسن ضهي باكر = علاج كيميائي أو شعاعي بحالة السرطان = الاتهابات الحوضية = بطانة الرحم الهاجر = التدخين.
| |
|