مخطط "الإنقاذ" .. "مصر بلا شرطة"
أظهرت المواقف الأخيرة لجبهة الإنقاد حالة من التحريض المتعمد
ضد الشرطة من خلال الهجوم الصريح على الضباط الذين تصدوا لمثيري
الشغب في أعمال التخريب التي وقعت في عدة محافظات.
وقد أثارت مواقف جبهة الإنقاذ انتقادات كثيرة على لسان عدد من السياسيين من مختلف التيارات، ومن بينهم الدكتور سيف عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والذي وصف تصرفات الجبهة بأنها
"تعيش مرحلة مراهقة سياسية".
تقصير الوزير السابق
لكن بعيدا عن هجوم جبهة الإنقاذ على الشرطة، فإن المهمة التي يفترض أن تلعبه وزارة الداخلية هي القيام بتأمين المنشآت على أكمل وجه، وعدم السماح للمخربين بخلخلة الأمن، وبث الرعب في أوصال المجتمع، وهو دور شهد تقصيرا واضحا في تنفيذه في عهد وزير الداخلية السابق أحمد جمال، ويبدو أن هذا الغياب الأمني كان من الأمور التي راقت كثيرا لجبهة الإنقاذ.
بيد أن الأمن كان مفككا تماما في عصر وزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين، وهو ما اتضح جليا في مظاهرات الاتحادية الشهيرة، وغيرها من الاحتجاجات، التي شهدت تجاوزا وتقصيرا أمنيا واضحا، كان يتماشى مع الأهداف السياسية لجبهة الإنقاذ.
حجة الأخونة
وما أن أدركت مؤسسة الرئاسة هذا التقصير، قامت باستبدال أحمد جمال الدين باللواء محمد إبراهيم، لكن ذلك القرار أثار موجة من الانتقادات الصريحة تحمل في مجملها عنوان واحد وهو "أخونة الشرطة"، وهو ما اتضح في تصريحات القيادي في "جبهة الإنقاذ الوطني" المصري وحيد عبد المجيد، الذي قال إن "وزير الداخلية الحالي جاء مقرباً من مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين وتم فرضه على الحكومة الحالية بهدف إنهاء المظاهرات التي تطالب بإقالة الرئيس وإسقاط ما يطلق عليه "حكم المرشد".
خطة الإسقاط
كما أشارت تقارير إلى أن جبهة الإنقاذ بالتعاون مع ضباط أمن دولة سابقين وبعض أفراد وأمناء شرطة يقودون حملة ضخمة لإقالة وزير الداخلية بعد المجهود الذي أظهره في حماية منشآت الدولة في الفترة الأخيرة و القبض علي العناصر التخريبية التي مارست العنف وسط المظاهرات، وهو ما أوقف خطة جبهة الإنقاذ لإحداث أكبر قدر من التدمير في الفترة السابقة مقارنة بما قامت به في عهد الوزير السابق أحمد جمال الدين.
ووجت هذه الحملة أرضية خصبة في كفر الشيخ مسقط رأس حمدين صباحي، حيث قام العشرات من أمناء الشرطة، والأفراد بكفرالشيخ، بغلق أبواب مديرية الأمن، ومنعوا المواطنين وزملائهم المدنيين، من الدخول، للمطالبة بإقالة وزير الداخلية الحالي اللواء محمد إبراهيم، وعودة اللواء أحمد جمال.
و في محافظة الشرقية، طالب اتحاد أفراد الشرطة برئاسة منصور أبوجبل أمين الاتحاد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بسرعة الاستجابة لمطالبهم في حقهم في العلاج بمستشفيات الشرطة وحقوقهم المالية المهدرة، وذلك قبل تنظيمهم وقفة احتجاجية داخل الأقسام والمراكز.
إعلام مضلل على طريقة "ستالين
وفي نفس السياق، تخدم ماكينة ترويج إعلامية خبيثة، الأهداف السياسية المتوافقة مع جبهة الإنقاذ في سعيها لعودة وزير الداخلية القديم، والتي تبدو قريبة من "البروباجندا" المروجة للشيوعية في عصر ستالين، أو تلك التي بررت أفعال النازية في عصر أدولف هتلر.