الحليب الصناعي.. مفيد ايضاً لرضيعك
الحليب الصناعي.. مفيد ايضاً لرضيعك
الحليب الصناعي.. مفيد ايضاً لرضيعك
بعد كل نصائح الأطباء عبر العالم، وكلّ الدراسات العلمية التي أجريت، وبعد تشديد كل وسائل الإعلام على توضيح أسباب تفضيل العلماء حليب الأُم الطبيعي للرضيع على حليب الصيدليات، لم تعد فضائل الرضاعة الطبيعية تخفى على أحد. فحليب الأُم يحتوي على كمية متوازنة من كلّ العناصر الغذائية، التي يحتاج إليها الطفل لكي ينمو، كما أنّه يزود جسم الصغير بالأجسام المضادة التي تقوي مقاومة جهازه المناعي للأمراض. غير أنّه إذا لم يكن في استطاعة الأُم أن ترضع طفلها طوال الوقت بسبب إكراهات صحية أو بسبب الإلتزام بوظيفة لا يمكن التخلّف عنها، فإنّه لا ينبغي على الأُم أن تلقي بنفسها في نيران اللوم وعذاب الضمير. - الرضاعة الطبيعية.. إلى متى؟
يفيد أطباء الأطفال بأنّ الفترة المثالية لإستمرار الرضاعة الطبيعية هي منذ ولادة الطفل وحتى إتمامه سنته الأولى، حيث إن جسم الطفل المولود حديثاً يكون هشاً ويكون عرضة للأمراض، وحليب الأُم يقوي مناعته ويعطيه كلّ العناصر الغذائية التي تجعله ينمو بصحة وعافية، كما أنّه يقوي أواصر الحنان والمحبة بين المولود ووالدته. وتوقف الأُم عن إرضاع الطفل من صدرها ليس محتوماً بعد السنة الأولى، إذ يمكنها الإستمرار في إرضاع الصغير من صدرها مع إضافة عناصر غذائية أخرى تتناسب مع سنّ الطفل ومدى نمو أسنانه. - مكملات: إنّ أردت أن تستمري في إرضاع طفلكِ من حليبك الطبيعي، حتى بعد بلوغه عامّه الأوّل، فهذا ممكن طبعاً دون أي مشاكل، لكن إن كنت تطعمينه من حليبك فقط أو تضيفين إلى حليبك بعض الأطعمة الأخرى، فعليك أن تستشيري طبيبكِ لعله يعطيك بعض المكملات الضرورية لنمو طفلكِ، مثل فيتامين "دي"، فحليبك الطبيعي قد لا يوفر لطفل في سنته الثانية كلّ ما يحتاج إليه من هذا الفيتامين الذي يساعد الجسم على إمتصاص الكالسيوم والفوسفور الأساسيين لنمو وسلامة العظام. - عوامل النجاح: إنّ عماد النجاح في الرضاعة الطبيعية هو العناية بصحتك كأُم. كيف ذلك؟ بأنّ تهتمي بتغذيتك جيِّداً، وتحرصي على تناول الأطعمة الصحّية المغذية، وتشربي الكثير ومن السوائل وتحصلي على أكبر قدر ممكن من الراحة. ولتعززي ثقتك بنفسك وبصحتك، حاولي أن تقرئي المزيد والمزيد عن الموضوع، وتسألي مصادر متخصّصة حول الرضاعة الطبيعية. حاولي العيش في محيط هادئ ومساعد على الإسترخاء، واطلبي المساعدة من زوجك ومن أقاربك أو المحيطين بك لكي يوفروا لك الدعم النفسي اللازم. إذا كانت مرحلة الرضاعة بالنسبة إليك تمر بشكل غير مريح، فاطلبي الدعم من صديقات لك سبق أن مررن بمثل هذه التجربة، تجربة الرضاعة الطبيعية، واستفيدي من نصائحهنّ ومن مساندتهنّ. ولا تنسي طبعاً إن ضاقت بكل السبل أن تستشيري طبيبكِ. - مهم لكن ليس حتميّاً: بالطبع يبقى حليب الأُم هو الغذاء الأمثل للرضع، لكن عدم إرضاع المواليد الجدد من حليب أمهاتهم، وإن كان يحرّمهم من الفوائد الجمة لهذا الحليب، لا يشكل خطراً عليهم. ويبقى معنى خطر في هذه الحالة نسبياً، فعلى الرغم من أن حليب الأُم مهم جدّاً إلا أنّ الغذاء المتكامل هو ما يجب أن تحرص عليه الأُم، وإذا كان حليب الأُم قليلاً وغير كافٍ لإطعام الرضيع، على الرغم من جميع المحاولات التي تقوم بها الأُم، فإنّ على الأُم ألا تكتفي به وحده، لأن ذلك سيعرض جسم الطفل الصغير للجفاف ونقص في العناصر الغذائية. بل عليها أن تستعين بحليب الصيدلية، وذلك بعد أن يصف لها طبيبها أيّها أنسب لحالة طفلها.
- حليب الأطفال المصنّع: صحيح أنّ حليب الأطفال المصنع، أي بودرة الحليب التي نقتنيها من الصيدليات لإطعام الرضع، لا يحتوي على عناصر تقوي مناعة جسم الطفل كما هي الحال بالنسبة إلى حليب الأم الطبيعي، لكنّه عندما يحضر بطريقة سليمة، أي بإضافة ماء مغلي إلى بودرته (حتى إن اشتريت مياهاً معدنية فعليك دائماً غليها ثمّ تبريدها قليلاً لتصبح فاترة قبل إعطائها لطفلك)، فإنّ هذا الطفل سيكون طفلاً سليماً واحتياجاته الغذائية لا تختلف عن احتياجات أي طفل طبيعي.
- المزج بين الإثنين: بعض الأُمّهات ينجحن تماماً في المزج بين الرضاعة الطبيعية والرضاعة بالحليب المصنع الخاص بالأطفال. وإذا كنت أنت أيضاً ليس في وسعك صحياً، أو ليس عملياً بالنسبة إليك، أن ترضعي طفلك طوال اليوم من حليبك فقط، فاعلمي أن في إمكانك أن تستعيني بالحليب المصنع لسداد إحتياجات رضيعك الغذائية، من خلال إضافة الحليب المصنع، لكن تذكري أنّ أهم شيء بالنسبة إلى الرضيع هو الإنتظام والتعوّد.
حدّدي كمية الحليب المصنع الذي تريدين الإعتماد عليه، وضعي جدولاً دقيقاً تحدّدين فيه الأوقات التي يجب أن يرضع فيها طفلك هذا الحليب أو ذاك حتى لا تواجهي مشاكل مع طفلك.
- الشعور بالذنب: هناك سؤال وجيه ربّما تطرحه بعض الأمّهات، اللائي لا يطعمن أطفالهنّ من حليب صدورهنّ لسبب أو لآخر، فالأم التي تعمل وتغيب عن البيت في اليوم ثماني ساعات مثلاً وتتخلف عن إرضاع طفلها، قد تشعر بالذنب، وأيضاً الأُم التي لا تشتغل خارج البيت وتقضي مع صغيرها 24 ساعة في اليوم، ولكن صدرها لا يدر حليباً أيضاً قد تشعر بالذنب لإضطرارها إلى إستعمال الحليب المصنع. لهذين النوعين من الأُمّهات يقول المختصّون: "إنّ الشعور بالذنب ليس شعوراً منتجاً، فهو لا يفيدنا في شيء"، وفي المقابل ينصحونها بأنّ تركِّز على العناية بطفلها وعلى تغذيته، وأن تخبر طبيب الأطفال عن ما يشغلها من أمور صحة رضيعها. وعلى الأُم ألا تنسى أنّ إنجاب الأطفال وتربيتهم مغامرة في حد ذاتها، مغامرة تتطلّب اتّخاذ قرارات مهمّة، وتتطلّب تنازلات كثيرة. لهذا، من المهم أن تفعل الأُم أفضل ما وسعها وأن تتنازل أحياناً وهي تخوض هذه المغامرة.