كيف تتعاملين مع شقاوة طفلك تحت السنتين
ربما لم تترسخ كلمة "لا" تماماً لدى طفلك ذي العامين، أو ربما ترغبين فقط في تأكيد الانضباط بإيجابية أكبر. لحسن الحظ ولسبب وجيه، هناك الكثير من البدائل لاستبدال الاستخدام المفرط لصيغة الأمر هذه. غالباً ما يكتسب الاطفال مناعة ضد كلمة "لا"، وقد تجدين أنك تحتاجين لقول هذه الكلمة عشر مرات لتجعلي طفلك يستجيب. سواء أكنت تسعين لإبقاء طفلك بعيداً عن المشاكل أو تعلميه الصواب من الخطأ، جربي طريقة أفضل وأكثر فعالية من كلمة "لا".
ما الذي يمكنك فعله؟
أعيدي صياغة الكلام
لا يمكنك الاعتماد على طفلك ذي العامين في ضبط نفسه، وبغض النظر عن الشدة التي طلبت بها منه أن يتوقف عما يفعله. فهو ما زال بحاجة لأن تخبريه كيف يجب أن يتصرف. بدلاً من أن تقولي له "لا"، أذكري له بوضوح ما الذي يستطيع أن يفعله. يستجيب الاطفال في سنّ العامين بصورة أفضل بكثير للتعليمات الإيجابية مقارنة بالسلبية. لذلك عوضاً عن الصراخ، "لا! لا ترمي الكرة في غرفة المعيشة" جربي على سبيل المثال، أن تقولي له "لمَ لا تدحرج الكرة في القاعة؟". عندما يتحول وقت الاستحمام إلى حجة ليبلل الأرضية بالماء، يمكنك أن تقولي: "نحن نلعب بالماء في حوض الاستحمام، وليس على الأرض". إذا أصرّ على القيام بذلك، خذي ألعاب الاستحمام الخاصة به أو حتى أخرجيه من الحمام.
إذا كان طفلك على وشك القيام بشيء خطير، قولي له بطريقة إيجابية أنك لن تسمحي له بذلك: "لن أسمح لك بالسير في الطريق لأنني أريد الحفاظ على سلامتك". عندما لا يتوفر لديك الوقت لشرح مخاطر حركة المرور (أو حرارة موقد الطبخ)، استخدمي بديلاً مباشراً أكثر، مثل "توقف!"، أو "هذا خطر!"، أو "إنه ساخن!"
قدمي له الخيارات
كلما كان أصغر في السنّ، كلما رغب طفلك ذو العامين بقوة أن يشعر بأنه مستقل ويمتلك زمام الأمور. لذا، بدلاً من أن تقولي كلمة لا بصورة مباشرة عندما يطال سكين المطبخ، اسمحي له بدلاً من ذلك الاختيار ما بين هرّاسة البطاطس والمخفقة، ثم ضعي السكاكين بعيداً جداً عن متناول يده. عندما يطلب الحصول على قطعة شوكولاتة قبل وجبة الغداء، تجنبي الرفض المباشر واعرضي عليه الاختيار ما بين حبات العنب المقطعة إلى نصفين وشرائح التفاح. (غالباً ما يختار الطفل في عمر السنتين الخيار الثاني لأنه ببساطة آخر ما يسمعه، فإذا كنت تفضيلن واحداً على الآخر، ضعي هذا الأمر في بالك!)
قومي بإلهائه
من الصعب على طفل في عمر العامين أن يترك الأشياء الممنوعة، لكنه أيضاً كبير بما يكفي لتتمكني من صرف انتباهه بسهولة عن كل ما من شأنه أن يسبب مشكلة. عندما يلفت نظره تمثال صغير في المتجر، أشيري بسرعة إلى انعكاس الضوء على المرآة في الممر، أو كيف أن ملمس قطعة الملابس على أحد الرفوف القريبة يبدو مجعداً. بينما تقومين بتحويل اهتمامه إلى مكانٍ آخر، تحركي بعيداً عن المغريات. في هذه الحالة، يعتبر تطوره في صالحك: لأن طفلك الآن يهتم بشدة بكل شيء، لذلك من السهل أن تستبدلي شيئاً بآخر يجده طفلك بنفس القدر من الروعة والإبهار.
تجنبي نقاط الخلاف
حاولي قدر المستطاع إبعاد طفلك ذي العامين عن المواقف التي يجب أن تقولي فيها لا، ووفري له بيئة بديلة آمنة تحفّز لديه غريزتي المغامرة والفضول. وبدلاً من تحذيره كل يوم من الأسلاك الكهربائية، والخزائن الممنوعة، والأشياء القابلة للكسر، ضاعفي جهودك لجعل منزلك مكاناً آمناً للطفل. اختاري أن تذهبي معه إلى أماكن يستطيع أن يتجول فيها بحرية، حديقة الألعاب أو الحديقة الكبيرة لمنزل أختك، على سبيل المثال، أكثر من قسم الأغراض المصنوعة من الكريستال في أحد المتاجر الكبيرة، أو المنزل المليء بالقطع العتيقة التي تخص الجدة. عندما تكونين في السوبر ماركت، حاولي تجنب جناح الحلويات. بالطبع لا يمكنك إبعاد طفلك عن جميع الأوضاع التي تحتم أن تقولي لا، لكن إذا استطعت الحد من هذه المواقف، ستصبح الحياة أسهل لكلٍ منكما، كما ستكونين قادرة على قول نعم في كثير من الأحيان.
تجاهلي المخالفات البسيطة
تقدم الحياة الكثير من الفرص التي تساعد على تعليم طفلك الانضباط، فلا تبحثي عن إضافات أخرى. عليك أن تختاري معاركك، فإذا خاض طفلك في ماء بركة ما وأنتما في طريق العودة إلى المنزل، لمَ لا تدعيه يفعل ذلك؟ إذا كانت لديه رغبة في التلوين بأصابعه على صينية كرسي الأطفال الذي يجلس عليه مستخدماً بقايا الزبادي أو اللبن الرائب، ما الضرر في ذلك؟. اشبعي رغبة طفلك في المغامرة والمرح والاستكشاف كلما استطعت ذلك. إذا كان في وضع آمن وليس هناك ما يدعو لأن تقولي لا، لا تتوقفي عند هذه الأمور.
قولي الكلام بالطريقة التي تعنيها به
بالطبع، عندما يتطلب تصرف طفلك أن أن تقولي لا، لا تترددي في ذلك. قوليها بحزم (لكن بهدوء)، واقتناع، وبوجه خالٍ من التعابير "لا! لا تسحب ذيل القطة" لأن الطريقة الضاحكة أو المستمتعة "لا، لا، يا عزيزي" ترسل رسائل مختلطة لطفلك، وبالتأكيد لن تمنعه من فعلته. عندما يستجيب، امنحيه ابتسامة أو عناق وتابعي حديثك بشيءٍ إيجابي "نعم! يا لك من مستمعٍ جيد!"