كان مهند في الحديقة يلعب مع أصدقائه. ومن بعيد كان يراقب العصافير الجميلة وهي تزقزق فرحة بقدوم الربيع الجميل.. حاول مهند الإمساك بعصفور فلم يستطع، حاول وحاول دون فائدة. أذّن المؤذن لصلاة الظهر، فتذكر مهند أنه وعد أمه أن يعود عند أذان الظهر كي يكمل دراسته.. استأذن مهند من أصدقائه وذهب مسرعاً إلى بيته.. في الطريق وجد مهند عصفوراً مرمياً على رصيف الحديقة وقد كُسرت رجله، بعد أن ضربه طفل صغير بحجرة صغيرة فأصابته.. تألم مهند لألم العصفور وحمله بحنان وهدوء، وأخذه إلى بيته. استعان مهند بأخيه الطبيب كي يجبر كسر العصفور.. اشترى مهند قفصاً جميلاً مذهّباً، ووضع فيه أرجوحة صغيرة، وصحناً فيه ما لذّ وطاب من طعام يخصّ العصافير. تماثل العصفور للشفاء وأخذ يغرّد في القفص بصوت جميل ولكنه صوت حزين.. صار مهند يلاعب العصفور كلما عاد من المدرسة، ويحضر له طعاماً لذيذاً وألعاباً تُعلّق في القفص كي يلعب بها العصفور ألعاباً بهلوانية. شعر مهند أن العصفور حزين لا يغرد كما كان يغرد في السابق، وأن العصفور يدير ظهره لمهند كلما جاء ليلعب معه. غضب مهند من العصفور غضباً شديداً، وصار يهمله ولا يلعب معه.. امتنع العصفور عن تناول الطعام والماء، حتى صار لا يقوى على الحركة.. حزن مهند لمرض العصفور وسأل أخاه الطبيب عن حالته، فقال له: - يا مهند.. عصفورك ليس مريضاً، إنه مشتاق للحديقة التي جئت به منها. قال مهند: - ولكنه في الحديقة لا يجد الطعام اللذيذ، والأطفال يضربونه بالحجارة ويضايقونه. قال له أخوه: - صدقت.. ولكن شعور العصفور بالحرية أهمّ من الطعام والمأوى، أطلق سراحه وستجده عصفوراً جميلاً مغرّداً من جديد. فتح مهند باب القفص، فطار العصفور مسرعاً متجهاً نحو الحديقة.. لحق به مهند، حتى وقف العصفور على غصن شجرة، وأخذ يغرّد بصوت جميل عذب بهيج. ثم طار العصفور فوق رأس مهند وأخذ يغرّد، وكأنه يشكره على حسن صنيعه معه..
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك