النص الكامل لكلمة العريان على "الجزيرة": الجيش خرج عن دوره وقام بحرب "وهمية" ضد الإرهاب
قال عصام العريان القيادي الإخواني الهارب، إن الشعب المصري العظيم لم يتوقف عن الثورة منذ 25 يناير، رغم أعداد القتلى والمصابين والمفقودين، مهنئا الشعب بموسم الحج الجديد، ومؤكدا أن المصريين لن يكونوا عبيدا إلا لله وحده، رافضا عبودية أحد آخر.
وأضاف العريان خلال كلمة مسجلة أذاعتها قناة الجزيرة مباشر مصر، أن المذابح التي يرتكبها من أسماهم بالانقلابيين ما زالت تتوالى، وآخرها مذبحة رمسيس وشارع التحرير ودلجا وغيرها، كما أن دماء جنود الشرطة والجيش ما زالت تسيل بسبب "المأساة التي تسبب فيها الانقلابيون، الذين خرجوا عن دورهم الذي نص عليه الدستور".
وأشار إلى أنه "مع مرور 100 يوم على الانقلاب المشؤوم نتذكر حصاده المر، وأول ذلك وقف المسار الديمقراطي، الذي لن يعود إلا إذا عادت الثقة للشعب بأن صناديق الاقتراع وحدها تحسم الخلاف بين المصريين، بين البرامج والمناهج والشخصيات التي يمكن أن تُنتخب لتتولى السلطة التنفيذية".
واستطرد: "لقد كان من حصاد الانقلاب أنه أخرج الجيش عن دوره، فانحاز لفصيل بعينه مهما كان عدده، لكنه فصيل سياسي، ثم قام بحرب وهمية ضد الإرهاب، في حصاد مر ضاعت فيه الحريات وأُغلقت فيه منافذ التعبير وقُمع فيه السياسيون وامتلأت السجون بالآلاف، وهي معركة خاسرة، لأنها ضد عدو وهمي وشبح لا يمكن الإمساك به".
وأكد القيادي الإخواني أنه "كان من الحصاد المر للانقلاب القطيعة التي واجهتها مصر من كثير من الدول، حيث أن الشعوب الحرة فقط هي التي يعترف بها العالم الحر الآن، أما الشعوب التي تخضع للحكم العسكري فلن تجد إلا من يريد أن يُملي عليها إرادته، وذلك لجأت مصر إلى التسول من الدول التي كانت تحتاج لمساعدتها في الأيام السابقة، وهذه الدول لها مصلحة في وقف مسار مصر الديمقراطي، ووقف دورها في قيادة الأمة العربية، ولها مصلحة في إخماد الثورات العربية، ومن هنا ارتبطت هذه المساعدات بوقف المسار الديمقراطي".
وتابع: "يكفينا 100 يوم من الخراب الاقتصادي والتسول لغيرنا. لقد كان من حصيلة الانقلاب وقف أي عمليات للتنمية، والامتناع عن أي استثمارات أجنبية أو عربية، وهذا التدهور الرهيب من السياحة، أما الآن فالفنادق خاوية، والعاملون في هذا القطاع يشكون الجوع".
وأوضح العريان أن "الجيش خرج عن دوره، فبدلا من أن يحمي الجنود حدود البلاد، انتشروا في الشوراع والمدارس، يقمعون الطلاب ويفتشون الحقائب، من أجل البحث عن العلامة التي تزعجهم، وهي علامة رابعة العدوية رمز الصمود".
وأشار إلى أن فترات الحبس الاحتياطي أصبحت بمثابة عقوبة، وأن السجون والمعتقلات تزدحم يوما بعد يوم، لكن "نأمل أن ترتفع الدعوات مع أيام الحج إلى الله، أن يخلصنا من هؤلاء الفاشيين، الذين فشلوا في كل مراحل الانتخابات فطلبوا عون الجيش والشرطة ليمارسوا سلطة ليست من حقهم".
وأكد العريان أن الشعب لن يعود إلى الاستكانة، بل سيستمر في مظاهراته السلمية، مؤكدا تقديره لعموم ضباط الجيش الذين وُظِّفوا في غير وظائفهم، لكن "لن يستمر هذا الوضع، وسيستجيب الله لدعوات الواقفين على جبل عرفات من كل الدول الإسلامية".