محمد حسن عبدالله
عدد المساهمات : 59 نقاط : 4494 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 21/01/2013
| موضوع: : قضاة الناس أربعة الخميس أبريل 18, 2013 2:47 pm | |
|
وقال الشعبي : قضاة الناس أربعة .
عمر وعلي وزيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري.
وكانت عائشة رضي الله عنهما مقدمة في العلم بالفرائض والسنن والأحكام والحلال والحرام والتفسير قال عروة بن الزبير : ما جالست أحداً قط أعلم بقضاء ولا بحديث الجاهلية ولا أروي للشعر ولا أعلم بفريضة ولا طب من عائشة .
وقال عطاء : كانت عائشة أعلم الناس وأفقه الناس.
وقال البخاري في تاريخه : روى العلم عن أبي هريرة ثمانمائة رجل ما بين صاحب وتابع .
وقال عبد الله بن مسعود : إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه وبعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد فجعلوا وزراءه .
وقال ابن عباس في قوله تعالى: قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ، قال : هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, وقال ابن مسعود : من كان منكم مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة ، أولئك أصحاب محمد ، أبر هذه الأمة قلوباً ، وأعمقها علماً ، وأقلها تكلفاً ، قوم اختارهم الله لإقامة دينه وصحبة نبيه فاعرفوا لهم حقهم ، وتمسكوا بهديهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم.
وقد أثنى الله سبحانه عليهم بما لم يثنه على أمة من الأمم سواهم فقال تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطاً أي عدولاً خياراً .
لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً .
وقال تعالى : كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله وقال : محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ، تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً ، سيماهم في وجوههم من أثر السجود ، ذلك مثلهم في التوراة ، ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ، وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً .
وقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين وهم محمد وأصحابه. وصح عنه صلى الله عليه وسلم إنه قال : أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرهم وأكرمها على الله عز وجل .
وقال تعالى : والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم .
وقال مالك عن نافع : كان ابن عباس وابن عمر يجلسان للناس عند قدوم الحاج وكنت أجلس إلى هذا يوماً وإلى هذا يوماً ، فكان ابن عباس يجيب ويفتي في كل ما يسأل عنه وكان ابن عمر يرد أكثر مما يفتي.
قال مالك : وسمعت أن معاذ بن جبل يكون إمام العلماء برتوة يعنى يكون أمامهم يوم القيامة برمية حجر.
وقال مالك أقام ابن عمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة يفتى الناس في الموسم ويغر ذلك وكان من أئمة الدين ، وقال عمر لجرير : يرحمك الله إن كنت لسيداً في الجاهلية فقيهاً في الإسلام .
قال محمد بن المنكدر : ما قدم البصرة أحد افضل من عمران بن حصين .
وكان لجابر بن عبد الله حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخذ عنه العلم.
والعلم إنما انتشر في الآفاق عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم الذين فتحوا البلاد بالجهاد ، والقلوب بالعلم والقرآن ، فملأوا الدنيا خيراً وعلماً ، والناس اليوم في بقايا آثار علمهم.
قال الشافعي في رسالته وقد ذكر الصحابة فعظمهم وأثنى عليهم ثم قال: وهم فوقنا في كل علم واجتهاد وورع وعقل وأمر استدرك به علم ، وآراؤهم لنا ،مد وأولى لنا من أرائنا ، ومن أدركنا ممن نرضى أو حكى لنا عنه ببلدنا صرنا فيما لم نعلم فيه سنة إلى قولهم إن اجتمعوا أو قول بعضهم إن تفرقوا ولم نخرج من أقاويلهم كلهم.
وقال الشافعي : وقد أثنى الله على الصحابة في التوراة والإنجيل والقرآن وسبق لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم من الفضل ما ليس لأحد بعدهم.
وقال أبو حنيفة : إذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين ، وإذا جاء عن الصحابة نختار من قولهم ولم نخرج عنه.
وقال ابن القاسم : سمعت مالكاً يقول : لما خل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الشام نظر إليهم رجل من أهل الكتاب فقال ما كان أصحاب عيسى بن مريم الذين قطعوا بالمناشير وصلبوا على بأشد اجتهاداً من هؤلاء.
وقد شهد لهم الصادق الصدوق الذي لا ينطق عن الهوى بأنهم خير القرون على الإطلاق كما شهد لهم ربهم تبارك وتعالى بأنهم خير الأمم على الإطلاق.
وعلماؤهم وتلاميذ تلاميذهم جراً ، وهؤلاء الأئمة الأربعة الذين طبق علمهم الأرض شرقاً وغرباً هم تلاميذ تلاميذهم ، وخيار ما عندهم ما كان عن الصحابة ، وخيار الفقه ما كان عنهم ، وأصح التفسير ما أخذ عنهم .
وأما كلامهم في باب معرفة الله وأسمائه وصفاته وأفعاله وقضائه وقدره ففي أعلى المراتب ، فمن وقف عليه وعرف ما قالته الأنبياء عرف أنه مشتق منه مترجم عنه ، وكل علم نافع في الأمة مستنبط من كلامهم ومأخوذ عنهم ، وهؤلاء تلاميذهم وتلاميذ تلاميذهم قد طبقت تصانيفهم وفتاويهم الأرض.
فهذا مالك جمعت فتاويه في عدة أسفار ، وكذلك أبو حنيفة ، وهذه تصانيف الشافعي تقارب المائة ، وهذا الإمام أحمد بلغت فتاويه وتأليفه نحو مائة سفر ، وفتاويه عندنا في نحو عشرين سفراً ، وغالب تصانيفه بل كلها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين ، وهذا علامتهم المتأخر شيخ الإسلام ابن تيمية جمع بعض أصحابه فتاواه في ثلاثين مجلداً ورأيتها في الديار المصرية ، وهذه تأليف أئمة الإسلام التي لا يحصيها إلا الله ، كلهم من أولهم إلى آخرهم يقر للصحابة بالعلم والفضل ، ويعترف بأن علمه بالنسبة إلى علومهم كعلومهم بالنسبة إلى علم نبيهم.
وفي التثقيفات حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن سعيد بن عبد الرحمن المعافري ، عن أبيه: أن كعباً رأى حبراليهود يبكي ، فقال له ما يبكيك ؟ قال : ذكرت بعض الأمر ، فقال كعب: أنشدك الله لئن أخبرتك ما أبكاك لتصدقني ؟ قال : نعم ، قال أنشدك الله : هل تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة فقال : رب إني أجد خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالكتاب الأول والكتاب الآخر ويقاتلون أهل الضلالة حتى يقاتلون الأعور الدجال فأجعلهم أمتي، قال هم أمة أحمد يا موسى ؟ ، قال الحبر : نعم.
قال كعب : فأنشدك الله هل تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة فقال : يا رب إني أجد أمة إذا أشرف أحدهم على شرف كبر الله وإذا هبط حمد الله ، الصعيد طهورهم والرض لهم مسجد حيثما كانوا يتطهرون من الجنابة ، طهورهم بالصعيد كطهورهم بالماء حيث لا يجدون الماء ، غرا محجلين من آثار الوضوء فاجعلهم أمتي ، قال هم أمة أحمد يا موسى ؟ ، قال الحبر : نعم.
قال كعب : أنشدك الله أتجد في كتاب الله أن موسى نظر في التوراة فقال : يا رب إني أجد أمة مصاحفهم في صدورهم ، يصفون في صلاتهم كصفوف الملائكة ، أصواتهم في مساجدهم كدوي النحل ، لا يدخل النار منهم أحد إلا من بر من الحسنات مثل ما برئ الحجر من ورق الشجر .
قال موسى: فاجعلهم أمتي ، قال : هم أمة أحمد يا موسى؟ ، قال الحبر : نعم.
فلما عجب موسى من الخير الذي أعطى الله محمداً وأمته قال ليتني من أصحاب محمد ، فأوحى الله إليه ثلاث آيات يرضيه بهن: يا موسى إني اصطفيتك على الناس الآية ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون .
وكتبنا له في الألواح الآية ، قال فرضي موسى كل الرضا.
وهذه الفصول بعضها في التوراة التي بأيديهم وبعضها في نبوة أشعياء وبعضها في نبوة غيره.
و التوراة أعم من التوراة المعينة وقد كان الله سبحانه كتب لموسى في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فلما كسرها رفع منها الكثير وبقي خير كثير ، فلا يقدح في هذا النقل جهل أكثر أهل الكتاب به ، فلا يزال في العلم الموروث عن الأنبياء شئ لايعرفه إلا الآحاد من الناس أو الواحد ، وهذه الأمة على قرب عهدها بنبيها ، في العلم الموروث عنه، ما لا يعرفه إلا الأفراد القليلون جداً من أمته وسائر الناس منكر له وجاهل به.
وسمع كعب رجلاً يقول : رأيت ف يالمنام كأن الناس جمعوا للحساب فدعي الأنبياء فجاء مع كل نبي أمته ورأيت لكل نبي نورين ولكل من اتبعه نوراً يمشي بين يديه ، فدعي محمد صلى الله عليه وسلم فإذا لكل شعرة في رأسه ووجهه نور ، ولكل من اتبعه نوران يمشي بهما ، فقال كعب : من حدثك بهذا ، قال : رؤيا رأيتها في منامي، قال : أنت رأيت هذا في منامك؟قال : نعم ، قال : والذي نفسي بيده إنها لصفة محمد وأمته وصفة الأنبياء وأممهم لكأنما قرأتها من كتاب الله.
وفي بعض الكتب القديمة أن عيسى بن مريم صلوات الله وسلامه عليه قيل له: يا روح الله ! هل بعد هذه الأمة أمة ؟ قال : نعم ، قيل : وأية أمة ؟ قال : أمة أحمد ، قيل : يا روح الله! وما أمة أحمد قال: علماء حكماء أبرار أتقياء كأنهم من الفقه أنبياء ، يرضون من الله باليسير من الرزق ، ويرضى الله منهم باليسير من العمل ، يدخلهم الجنة بشهادة أن لا إله إلا الله.
وقال كعب : علماء هذه الأمة كأنبياء بني إسرائيل وفيه حديث مرفوع لا أعرف حاله.
ثم نقول : وما يدريكم معاشر المثلثة عباد الصلبان وأمة اللعنة والغضب بالفقه والعلم ؟ ومسمى هذا الاسم حيث تسلبونه أصحاب محمد الذين هم وتلاميذهم كأنبياء بني إسرائيل ، وهل يميز بين العلماء والجهال ويعرف مقادير العلماء إلا من هو من جملتهم ومعدود في زمرتهم؟ فأما طائفة شبه الله علماءهم بالحمير التي تحمل أسفاراً ، وطائفة علماؤها يقولون في الله ما لا ترضاه أمة من الأمم فيمن تعظمه وتجله ، وتأخذ دينها عن كل كاذب ومفتر على الله وعلى أنبيائه ، فمثلها مثل عريان يحارب شاكي السلاح ، ومن سقف بيته زجاج وهو يزاحم أصحاب القصور بالأحجار، ولا يستكثر على من قال في الله ورسوله ما قال أن يقول في اعلم الخلوق أنهم عوام.
فليهن أمة الغضب علم المشنا والتلمود وما فيهما من الكذب على الله وعلى كليمه موسى وما يحدث أحبارهم وعلماء السوء منهم كل وقت ، ولتهنهم علوم دلتهم على أن الله ندم على خلق البشر حتى شق عليه ، وبكى الطوفان حتى رمد وعادته الملائكة ، ودلتهم على أن يناجوا في صلاتهم بقولهم يا إلهنا انتبه من رقدتك كم تنام ينخونه حتى ينتخي لهم ويعيد دولتهم.
ولتهن أمة الضلال علومهم التي فارقوا بها جميع شرائع الأنبياء وخالفوا بها المسيح خلافاً تتحققه علماؤهم في كل أمره كما سيمر بك.
وعلومهم التي قالوا بها في رب العالمين ما قالوا مما كادت السموات تنشق منه والأرض تنفطر والجبال تنهد لولا أن أمسكها الحليم الصبور.
وعلومهم التي دلتهم على التثليث ، وعبادة خشبة الصليب والصور المدهونة بالسيرقون والزنجفر، ودلتهم على قول عالمهم أفرايم أن اليد التي جبلت طينة آدم هي التي علقت على الصلبوت، وأن الشبر الذي ذرعت به السموات هو الذي سمر على الخشبة ، وقول عالمهم المشهور عريقودس من لم يقل أن مريم والدة الله فهو خارج عن ولاية الله.
| |
|