محمد حسن عبدالله
عدد المساهمات : 59 نقاط : 4494 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 21/01/2013
| موضوع: اليهود كذبوا مسيح الهدى، وينظرون مسيح الضلال، المسيح وأصحابه يقتلونهم شر قتلة الثلاثاء أبريل 16, 2013 11:04 am | |
| [center]اليهود كذبوا مسيح الهدى، وينظرون مسيح الضلال، المسيح وأصحابه يقتلونهم شر قتلة ويقولون فيها أيضا : وسيكون لله الملك ، وفي ذلك اليوم يكون الله واحداً واسمه واحد ، ويعنون بذلك إنه لا يظهر كون الملك له وكونه واحداً إلا إذا صارت الدولة لهم ، فأما ما دامت الدولة لغيرهم فإنه تعالى خامل الذكر عند الأمم ، مشكوك في وحدانيته ، مطعون في ملكه ومعلوم قطعاً أن موسى ورب موسى برئ من هذه الصلاة براءته من تلك الترهات.وجحدهم نبوة محمد من الكتب التي بأيديهم نظير جحدهم نبوة المسيح وقد صرحت باسمه ، ففي نص التوراة لا يزول الملك من آل يهوذا ، والراسم من بين ظهرانيهم إإلى أن يأتي المسيح ، وكانوا أصحاب دولة حتى ظهر المسيح فكذبوه ورموه بالعظائم وبهتوه وبهتوا أمه فدمر الله عليهم وازال ملكهم ، وكذلك قوله :جاء الله من طور سيناء ، وأشرق من ساعير ، واستعلن من جبال فاران ، فأي نبوة أشرقت من ساعير غير نبوة المسيح؟ وهم لا ينكرون ذلك ، ويزعمون أن قائماً يقوم فيهم من ولد داود النبي إذا حرك شفتيه بالدعاء مات جميع المم ولا يبقى إلا اليهود ، وهذا المنتظر بزعمهم هو المسيح الذي وعدوا به ، قالوا من علامة مجيئن أن الذئب والتيس يربضان معاً ، وأن البقرة والذئب يرعيان معاً ، وأن الأسد يأكل التبن كالبقر.فلما بعث الله المسيح كفروا به عند مبعثه .وأقاموا ينتظرون متى يأكل الأسد التبن حتى تصح لهم علامة مبعث المسيح ، ويعتقدون أن هذا المنتظر متى جاءهم يجمعهم بأسرهم إلى القدس ، وتصير لهم الدولة ، وقد عوضوا من الإيمان بالمسيح ابن مريم بانتظار مسيح الضلالة الدجال ، فإنه هو الذي ينتظرونه حقاً ، وهم عسكره وأتبع الناس له ، ويكون لهم في زمانه شوكة ودول إلى أن ينزل مسيح الهدى بان مريم فيقتل منتظرهم ، ويضع هو وأصحابه فيهم السيوف حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقولان : يا مسلم هذا يهودي ورائي تعال فاقتله.فإذا نظف الأرض منهم ومن عباد الصليب فحينئذ يرعى الذئب والكبش معاً ، ويربضان معاً ، وترعى البقرة والذئب معاً ، ويأكل الأسد التبن ، ويلقى الأمن في الأرض ، هكذا أخبر به أشعياء في نبوته وطابق خبره ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في خروج وقتل المسيح ابن مريم وخروج يأجوج ومأجوج في أثره ومحقهم من الأرض ، وإرسال البركة والأمن في الأرض حتى ترعى الشاة والذئب ، وحتى أن الحيات والسباع لا تضر الناس.فصلوات الله وسلامه على من جاء بالهدى والنور وتفصيل كل شئ وبيانه ، فأهل الكتاب عندهم عن أنبيائهم حق كثير لا يعلافونه ولا يحسنون أن يضعوه مواضعه ، ولقد أكمل الله سبحانه بمحمد صلوات الله وسلامه عليه ما أنزله على الأنبياء عليهم السلام من الحق والبينة وأظهره لأمته ، وفصل على لسانه ما أجمله لهم وشرح ما رمزوا إليه ، فجاء بالحق وصدق المرسلين ، وتمت به نعمة الله على عباده المؤمنين.فالمسلمون واليهود والنصارى تنتظر مسيحاً يجئ في آخر الزمان ، فمسيح اليهود هو الدجال ، ومسيح النصارى لا حقيقة له ، فإنه عندهم إله وابن إله وخالق ومميت ومحي ، فمسيحهم الذي ينتظرونه هو المصلوب المسمر المكلل بالشوك بين اللصوص ، المصفوع الذي هو مصفعة اليهود ، وهو عندهم رب العالمين وخالق السموات والأرضين ، ومسيح المسلمين الذي ينتظرونه هو عبد الله ورسوله وروحه ، وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول عيسى بن مريم ، أخو عبد الله ورسوله محمد بن عبد الله ، فيظهر دين الله وتوحيده ، ويقبل أعداءه عباد الصليب الذين اتخذوه وأمه الهين من دون الله ، وأعداءه اليهود الذين رموه وأمه بالعظائم فهذا هو الذي ينتظره المسلمون.وهو نازل على المنارة الشرقية بدمشق ، واضعاً يديه على منكبي ملكين ، يراه الناس عياناً بأبصارهم نازلاً من السماء ، فيحكم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وينفذ ما أضاعه الظلمة والفجرة والخونة من دين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويحيى ما أماتوه ، وتعود الملل كلها في زمانه ملة واحدة وهي ملته وملة أخيه محمد وملة أبيهما إبراهيم وملة سائر الأنبياء ، وهي الإسلام الذي من يبتغي غيره ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين .وقد حمل رسول اله صلى الله عليه وسلم من أدركه من أمته السلام ، وأمره أن يقرئه إياه منه ، فأخبر عن موضع نزوله بأي بلد وبأي مكان منه ، وبحاله وقت نزوله ، وملبسه الذي كان عليه ، وأنه ممصرتان أي ثوبان وأخبر بما يفعل عند نزوله مفصلاً حتى كأن المسلمين يشاهدونه عياناً قبل أن يروه.وهذا من جملة الغيون التي أخبر بها فوقعت مطابقة لخبره حذو القذة بالقذة ، فهذا منتظر المسلمين لا منتظر المغضوب عليهم والضالين ، ولا منتظر أخوانهم من الروافض المارقين ، وسوف يعلم المغضوب عليهم إذا جاء منتظر المسلمين أنه ليس بابني يوسف النجار ، ولا هو ولد زنية ، ولا كان طبيباً حاذقاً ماهراً في صناعته استولى على العقول بصناعته ، ولا كان ساحراً ممخرقاً ، ولا مكنوا من صلبه وتسميره وصفعه وقتله ، بل كانوا أهون على الله من ذلك .ويعلم الضالون أنهابن البشر ، وأنه عبد الله ورسوله ليس بإله ولا ابن إله ، وأنه بشر بنبوة محمد أخيه أولاً وحكم بشريعته ودينه آخراً ، وأنه عدو المغضوب عليهم والضالين ، وولي رسول الله وأتباعه المؤمنين ، وما كان أولياؤه الأرجاس الأنجاس عبدة الصلبان والصور المدهونة في الحيطان ، إن أولياؤه إلا الموحدون عباد الرحمن أهل الإسلام والإيمان ، الذين نزهوه أمه عما رماهما به أعداؤهما اليهود، ونزهوا ربه وخالقه ومالكه وسيده عما رماه به أهل الشرك والسب للواحد المعبود.فلنرجع إلى الجواب على طريق من يقول : إنهم غيروا ألفاظ الكتب وزادوا ونقصوا كما أجبنا على طريق من يقول : إنما غيروا معانيها وتأولوها على غير تأويلها ، قال هؤلاء : نحن لا ندعي ولا طائفة من المسلمين أن ألفاظ كل نسخة في العلام غيرت وبدلت ، بل من المسلمين من يقو إنه غير بعض ألفاظها قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وغيرت بعض النسخ بعد مبعثه ، ولا يقولون إنه غيرت كل نسخة في العالم بعد المبعث ، بل غير البعض وظهر عند كثير من الناس تلك النسخ المغيرة المبدلة دون التي لم تبدل ، والنسخ التي لم تبدل موجودة في العالم.ومعلوم أن هذا مما لا يمكن نفيه والجزم بعدم وقوعه ، فإنه لا يمكن أحد أن يعلم أن كل مسخة في العالم على لفظ واحد بسائر الألسنة ، ومن الذي أحاط علماً وعقلاً؟ … أهل الكتاب يعلمون أن أحداً لا يمكنه ذلك.وأما من قال من المسلمين : أن التغيير وقع في أو الأمر فإنهم قالوا أنه وقع أولاً من عزرا الوراق، في التوراة في بعض الأمور إما عمداً وإما خطأً ، فإنه لم يقم دليل على عصمته ولا أن تلك الفصول التي جمعها من التوراة بعد احتراقها هي عين التوراة التي أنزلت على موسى ، وقد ذكرنا أن فيها ما لا يجوز نسبته إلى الله وأنه أنزله على رسوله وكليمه ، وتركنا كثيراً لم نذكره. وأما الإنجيل فهي أربعة أناجيل أخذت عن أربعة نفر ، اثنان منهم لم يريا المسيح أصلاً وهما مرقس ولوقا، واثنان رأياه واجتمعا به وهما متى ويوحنا ، وكل منهم يزيد وينقص ويخالف إنجيله إنجيل أصحابه في أشياء ، وفيها ذكر القول ونقيضه.ففيه أنه قال : إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي غير مقبولة ، ولكن غيري يشهد لي ، وقال في موضع آخر : إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق لأني أعلم من أين جئت؟ وإلى أين أذهب؟.وفه أنه لما استشعر بوثوب اليهود عليه قال: قد جزعت نفسي الآن فماذا أقول؟ يا أبتاه سلمني من هذا الوقت ، وانه لما رفع على خشبة الصلب صاح صياحاً عظيماً وقال :يا إلهي! لم أسلمتني.فكيف يجتمع هذا مع قولكم : إنه هو الذي اختار أسلام نفسه إلى اليهود ليصلبوه ويقتلوه رحمة منه بعباده حتى فداهم بنفسه من الخطايا ، وأخرج بذلك آدم ونوحاً وإبراهيم وموسى وجمع الأنبياء من جهنم بالحيلة التي دبرها على إبليس؟ وكيف يجزع إله العالم من ذلك؟.وكيف يسأل السلامة منه وهو الذي اختاره ورضيه؟! وكيف يشتد صياحه ويقول : يا إلهي لم أسلمتني وهو الذي ألم نفسه؟! وكيف لم يخلصه أبوه مع قدرته على تخليصه وإنزال صاعقة على الصليب وأهله أم كان رباً عاجزاً مقهوراً مع اليهود.وفيه أيضاً أن اليهود سألته أن يظهر لهم برهاناً أنه المسيح ، فقال : تهدمون هذا البيت – يعني بيت المقدس – وأبنيه لكم في ثلاثة أيام ، فقالوا له بيت مبني في ست وأربعين سنة تبنيه أنت في ثلاثة أيام.ثم ذكرتم في الإنجيل أيضاً أنه لما ظفرت به اليهود وحمل إلى بلاط عامل قيصر واستدعيت عليه بينة أن شاهدي زور جاءا إليه وقالا سمعناه يقول أنا قادر أنا قادر على بنيان بيت المقدس في ثلاثة أيام فيالله العجب كيف يدعي ان تلك المعجزة والقدرة له ويدعي أن الشاهدين عليه بها شاهدا زور؟.وفيه أيضاً للوقا إن المسيح قال لرجلين من تلامذته : اذهبا إلى الحسن الذي يقابلكما ، فإذا دخلتماه فستجدان فلواً مربوطاً لم يركبه أحد فحلاه وأقبلا به إلي ، وقال في أنجي متى في هذه القصة أنها كانت حمارة متبعة.وفيه أنه قال: لا تحسبوا أني قدمت لأصلح بين أهل الأرض ، لم آت لصلاحهم ، لكن لألقى المحاربة بينهم ، إنما قدمت لأفرق بين المرء وابنه والبنت وأمها حتى يصير أعداء المرء أهل بيته.ثم فيه أيضاً : غنما قدمت لتحيوا تزدادوا خيراً وأصلح بين الناس.وأنه قال : من لطم خدك اليمين فانصب له الآخر.وفيه أيضا أنه قال : طوبا لك يا شمعون ابن يونا ، وأنا أقول أنك بطرس وعلى هذا الحجر تبني بيعتي ، فكلما أحللته على الرض يكون محللاً في السماء ، وما عقدته على الأرض يكون معقوداً في السماء.ثم فيه بعينه بعد أسطر يقول له : اذهب يا شيطان ولا تعارض فإنك جاهل فكيف شيطان جاهل مطاع في السموات.وفي الإنجيل نث أنه لم تلد النساء مثل يحيى ، هذا في إنجيل متى ، وفي إنجيل يوحنا إن اليهود بعثت إلى يحيى من يكشف عن أمره ، فسألوه من هو ، أهوالمسيح ؟ قال : لا ، قالوا : نراك إلياس ؟ قال : لا ، قالوا : أنت النبي؟ قال : لا ، قالوا : أخبرنا من أنت؟ قال : أنا صوت مناد المفاوز ، ولا يجوز لنبي أن ينكر نبوته فإنه يكون مخبراً بالمكذب.ومن العجب أن في إنجيل متى نسبة المسيح إلى أنه ابن يوسف ، فقال عيسى بن يوسف بن فلان ، ثم عد إلى إبراهيم الخليل تسعة وثلاثين أباً ثم نسبه لوقا أيضاً في إنجليله إلى يوسف إلى ابراهيم نيفاً وخمسين أباً .فبينا هو إله تام إذا صيروه ابن الإله ثم جعلون ابن يوسف النجار.والمقصود أن هذا الاضطراب في الإنجيل يشهد بأن التغيير وقع فيه قطعاً ، ولا يمكن أن يكون ذلك من عند الله ، بل الاختلاف الكثير الذي فيه يدل على أن ذلك الاختلاف من عند غير الله ، وانت إذا اعتبرت نسخة ونسخ التوراة التي بأيدي اليهود والسامرة والنصارى رأيتها مختلفة اختلافاً يقطع من وقف عليه بأنه من جهة التغيير والتبديل.وكذلك نسخ الزبور مختلفة جداً ومن المعلوم أن نسخ التوراة و الإنجيل إنما هي عند رؤساء اليهود والنصارى وليست عند عامتهم ، ولا يحفظونها في صدورهم كحفظ المسلمين للقرآن ، ولا يمتنع على الجماعة القليلة التواطؤ على تغيير بعض النسخ ، ولا سيما إذا كان بقيتهم لا يحفظونها ، فإذا قصد طائفة منهم تغيير نسخة أو نسخ عندهم أمكن ذلك ، ثم إذا تواطئوا على أن لا يذكروا ذلك لعوامهم وأتباعهم أمكن ذلك ، وهذا واقع في العالم كثيراً.[/center] | |
|