محمد حسن عبدالله
عدد المساهمات : 59 نقاط : 4494 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 21/01/2013
| موضوع: : وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين . الثلاثاء أبريل 16, 2013 10:36 am | |
| وهذه البشارة مطابقة لما في صحيح البخاري أنه قيل لعبد الله بن عمرو أخبرنا ببعض صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ، فقال : أنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن : يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزاً للأميين ، أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق ، ولا يجزى بالسيئة السيئة ولكن يجزي بالسيئة الحسنة ويعفو ويغفر ، ولي أقبضه حتى أقيم به الملة العوجاء ، فأفتح به أعيناً عمياً وآذاناً صماً ، وقلوباً غلفاً : بأ، يقولوا لا إله إلا الله. وقوله : إن هذا في التوراة لا يريد به التوراة المعينة التي هي كتاب موسى ، فإن لفظ التوراة والإنجيل و القرآن والزبور يراد بهالكتب المعينة تارة ، ويراد به الجنس تارة، فيعبر بلفظ القرآن عن الزبور ، وبلفظ التوراة عن القرآن ، وبلفظ الإنجيل عن القرآن أيضاً وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : خفف على داود القرآن فكان ما بين أن تسرج دابته إلى أن يركبها يقرأ القرآن فالمراد به قرآنه وهو الزبور.وكذلك قوله في البشارة التي في التوراة : نبياً أقيم لبني إسرائيل من أخوتهم ، انزل عليه توراة مثل توراة موسى.وكذلك في صفة أمته صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدمة أناجيلهم في صدورهم. فقوله أخبرني بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة إما أن يريد التوراة المعينة أو جنس الكتب المقدمة ، وعلى التقديرين فإجابة عبد الله بن عمرو بما هو في التوراة أي التي هي أعم منالكتاب المعين ، فإن هذا الذي ذكره ليس في التوراة المعينة بل هو في كتاب أشعياء كما حكيناه عنه.وقد ترجموه أيضاً بترجمة أخرى فيها بعض الزيادة :عبدي ورسولي الذي سرت به نفسي ، أنزل عليه وحيي فيظهر في الأمم عدلي ويوصيهم بالوصايا ، لا يضحك ، ولا يسمع صوته في الأسواق ، يفتح العيون العور ، والآذان الصم ويحي القلوب الغلف ، وما أعطيه لا أعطيه أحد! يحمد الله حمداً جديداً يأتي به من أقطار الأرض ، وتفرح البرية وسكانها ، يهللون الله كل شرف ، ويكبرونه على كل رابية ، لا يضعف ، ولا يغلب ، ولا يميل إلى الهوى مشفع ، ولا يذل الصالحين الذين هم كالقصبة الضعيفة ، بل يقوى الصديقين ، وهو ركن المتواضعين ، وهو نور الله الذي لا يطفى ، أثر سلطانه على كتفيه.وقوله : مشفح بالشين المعجمة والفاء المشددة بوزن مكرم ، وهي لفظة عبرانية مطابقة لاسم محمد معنى ولفظاً زقارباً كمطابقة موذ بل أشد مطابقة ، ولا يمكن العرب أن يتلفظوا بها بلفظ العبرانية فإنها بين الحاء والهاء ، وفتحة الفاء بين الضمة والفتحة ، ولا يستريب عالم من علمائهم منصف أنها مطابقة لاسم محمد.قال أبو محمد بن قتيبة: مشفح محمد بغير شك ، واعتباره أنهم يقولون شفحالاها ، إذا أرادوا يقولوا الحمد لله ، وإذا كان الحمد شفحا فمشفح محمد بغير شك، وقد قال لي ولغيري بعض من أسلم من علمائهم إن مئذ مئذ هو محمد ، وهو بكسر الميم والهمزة ، وبعضهم يفتح الميم ويدنيها من الضمة ، قال : ولا يشك العلماء منهم بأنه محمد وإن سكتنا عن إيراد ذلك ، وإذا ضربنا عن هذا صفحاً فمن هذا الذي انطبقت عليه وعلى أمته هذه الصفات سواه؟! ومن هذا الذي أثر سلطانه وهو خاتم النبوة على كتفيه رآه الناس عياناً مثل زر الحجلة ؟!! فماذا بعد الحق إلا الضلال ، وبعد البصيرة إلا العمى ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور .فصفات هذا النبي ومخرجه ومبعثه وعلاماته وصفات أمته في كتبهم يقرؤونها في كنائسهم ويدرسونها في مجالسهم لا ينكرها مهم عالم ولا يأباها جاهل ، ولكنهم يقولون لم يظهر بعد ، وسيظهر ونتبعه.قال ابن اسحاق : حدثني محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن يهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعهث ، فلما بعثه ، فلما بعثه الله من العرب كفروا به وجحدوا ما كنوا يقولون فيه ، فقال معاذ ين جبل وبشر بن البراء بن معرور وداود بن سلمة : يا معشر يهود : اتقوا الله وأسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم ونحن أهل شرك ، وتخبرونا بأنه نبي مبعوه ، وتصفونه بصفته ، فقال سلام بن مسلم أخو بني النضي : ما جاءنا بشء نعرفه ، وما هو بالذي كنا نذكر لكم ، فأنزل الله عز وجل : وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين .وقال أبو العالية : كان اليهود إذا استنصروا بمحمد على مشركي العرب يقولون : الله ابعث هذا النبي الذي نجده مكتباً عندنا حتى يعذب المشركين ويقتلهم ، فلما بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم ورأوا أنه من غيرهم كفروا به حسداً للعرب وهم يعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله تعالى هذه الآيات: فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين .وقال ابن اسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري ، عن رجال من قومه ، قالوا: ومما دعانا إلى الإسلام مع رحمة الله وهداه ما كنا مسمع من رجال اليهود ، وكنا أهل شرك أصحاب أوثان وكانوا أهل كتاب عندهم علم ليس عندنا وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور ، وفإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون قالوا لنا تقارب زمان نبي يبعث الآن نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم فكنا كثيرا ما نسمع ذلك منهم ، فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم أجبناه حين دعانا إلى الله ، وعرفنا ما كانوا يتوعدونا به، فبادرناهم إليه فآمنا به وكفروا به ، ففينا وفيهم نزلت هذه الآيات التي في البقرة : ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين .)الوجه الرابع والعشرون): في كتاب أشعياء : أشكر حبيبي وابني أحمد فلهذا جاء ذكره في نبوة أشعياء أكثر من غيرها من النبوات ، وأعلن أشعياء بذكره ووصفه ووصف أمته ، ونادى بها في نبوته سراً وجهراً لمعرفته بقدره ومنزلته عند الله.وقال أشعياء أيضاً :إنا سمعنا من أطراف الأرض صوت محمد.وهذا إفصاح باسمه صلى الله عليه وسلم ، فليرنا أهل الكتاب نبياً نصت الأنبياء على اسمه وصفته ونعته وسيرته وصفة أمته وأحوالهم سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.[/center] | |
|